يحتفل مسلمو مدينة مرسيليا، جنوبفرنسا بصدور الرخصة التي طال انتظارها 70 عاما وتتيح لهم بناء مسجد كبير يجمع شمل مصليهم وله مئذنة بارتفاع 25 مترا ستكون حسب مراقبين بمثابة الشوكة في حلق اليمينيين المتشددين من سكان المدينة الذين مازالوا يسعون إلى تأليب الرأي العام المحلي ضد المشروع. وأمرت المحكمة الكبرى في مرسيليا أخيرا وفي دعوى عاجلة ناشطي حزب «الجبهة الوطنية» اليميني بإتلاف منشورات ضد تشييد المسجد الكبير في المدينة والذي سيكون أكبر مسجد في أوروبا. وعمد ناشطون في هذا الحزب إلى استنساخ خرائط المشروع دون تراخيص وطبعوها في منشورات تحمل عبارة «لا للمسجد» ووزعوها في صناديق البريد الخاصة بالأهالي. وجاء في قرار الحكم إجبار الحزب اليميني المتطرف على أن يتلف بوسائله الخاصة المنشورات موضوع الشكوى وأن يمتنع عن إعادة طباعتها بأي وسيلة إعلانية كانت. وكان مشروع بناء المسجد الكبير في مرسيليا أكثر المدن الفرنسية كثافة إسلامية على الساحل الشمالي للمتوسط قد لاقى سلسلة من العراقيل والممانعات، وتأجل منح رخصة الإنشاء لسنوات زادت على نصف القرن ثم تراجع عمدة المدينة الحالي جان كلود غودان عن تشدده ووافق على الفكرة مشترطا التشاور مع كل ممثلي مسلمي المدينة بمختلف اتجاهاتهم. وبعد مفاوضات صعبة بين مسلمي المنطقة تم الاتفاق على تأسيس «جمعية مسجد مرسيليا» وهي كيان ينضوي تحت قانون فرنسي قديم لتنظيم عمل الجمعيات ذات النفع العام صدر عام 1905 ومازال ساريا. ويأتي هذا المكسب الذي غنمه مسلمو مرسيليا في خضم الجدل الدائر في أوروبا حول نتائج الاستفتاء السويسري الخاص بحظر بناء المآذن. وفي سياق متصل أكد معظم سكّان العاصمة الألمانية برلين أنهم لا يتفقون مع المقترحات التي تدعو إلى السير على نهج سويسرا في مسألة حظر بناء مآذن للمساجد. وقال 53٪ من سكان برلين إنهم يرفضون هذا الأمر بينما أيده 40٪ وفق استطلاع نشرت نتائجه أمس. وأظهر الاستطلاع أن واحدا من كل 3 ألمان تقريبا يشعر بالقلق الشديد من توسّع انتشار الإسلام في ألمانيا في حين يشعر 39٪ ب«قلق بسيط» من اتساع نطاق انتشار الإسلام في المجتمع الألماني.