بوافر من المحبة وعميق وشائج التواصل الثقافي والتاريخي والحضاري بين تونس وسوريا وتخصيصا بين عاصمتي الثقافة الإسلامية دمشق السابقة والقيروان اللاحقة، افتتح وزيرا الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي ونظيره السوري رياض نعسان الآغا، مساء الخميس 10 ديسمبر بالقيروان الأسبوع الثقافي السوري. حفل الافتتاح حضره ثلة من الشخصيات والرموز الثقافية السورية والتونسية ووالي القيروان السيد ياسين بربوش وعدد من إطارات الجهة. وقد كان الحفل مناسبة لتأكيد عمق ووحدة الروابط التاريخية الضاربة في القدم بين تونس وسوريا عبر مختلف الحقبات التاريخية والحضارات المتعاقبة بين البلدين وتقارب الرؤى الثقافية والفكرية بين البلدين. وقد تخلل حفل الافتتاح معارض الفنون التشكيلية ومعرض الخط العربي ومعرض الكتاب ومعرض السجاد اليدوي ومعرض الحرف اليدوية قبل ان يتم عرض المسرحية الاوبيريت «صقر قريش» لفرقة «انانا» السورية بقاعة المركب الثقافي بالقيروان. عمق وتواصل تاريخي وفي كلمته الافتتاحية شدد الوزير عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة التونسي على الثراء الثقافي لسوريا التي أبت الا ان تسهم بباقة من الابداعات ضمن الاحتفال بالقيروان عاصمة إسلامية وإضافة وشائج جديدة للعلاقات السورية التونسية. كما رحب الباسطي بالضيوف السوريين من مسؤولين ومثقفين وفنانين، من أرض ثقافة ثرية زاخرة فياضة وحضارة أصيلة من أرض فكر وإبداع تعتبرها تونس توأمها الروحي ويسعد التواصل معها مؤكدا إشعاع الثقافة السورية وحيويتها. وشدد الوزير أن القيروان ستكون مضيافة وستظل وفية لتقاليدها العريقة كأرض لقاء وتواصل بين المشرق والمغرب. ووصف الباسطي القيروان بأنها بلد التواصل بين المشرق والمغرب. قواسم روحية وحضارية من جهته شدد الوزير السوري رياض نعسان الآغا على عظم ما يجمع بين بلاد الكنعانيين(سوريا) وتونس العاصمة القرطاجية في التاريخ القديم وبين الشام والقيروان خلال العصر الإسلامي. وأكد الأغا ان هناك قواسم تاريخية وروحية مشتركة تجمع بين الشام منطلق الفتوحات والقيروان المعسكر الذي تحول الى منارة علمية. وأكد الوزير السوري أن القيروان تستعيد في هذا العام مجدها وحضورها وذاكرتها العظيمة في حاضرة إسلامية عريقة التي لا تزال عاصمة للثقافة الإسلامية بفضل أجيالها المتعاقبة وتوالدها من هذه الأصالة والعراقة وتجد دائما هويتها في عروبتها وفي إسلامها. وبين الأغا ان العروبة ثقافة ترتكز على رؤية شاملة تحترم الثقافات والأديان والحوار بينها. «القيروان تلك الحضارة العريقة» وبين ان حضور سوريا في القيروان إنما هو من أجل مشاركة تونس الاحتفاء بالقيروان «يحمل ما في ياسمين الشام من صفاء ونقاء وعبق عربون محبة وتواصل عريق تتوارثه جيلا بعد جيل». وقد تم على اثر الافتتاح عرض الاوبيريت الراقصة «صقر قريش» لفرقة «انانا» السورية والتي صراحة أذهلت الحاضرين بما توفر فيها من مقومات ابداع من حركة ممثليها على الركح والأضواء والملابس والفرجة الرائقة على امتداد ساعة من الزمن جعلت الجمهور يتابع المسرحية شارد الخيال منفتح الذهن فاغر الفاه مذهولا مما سمع ورأى ممنيا النفس بعمل تونسي مماثل. هذا ويتواصل الأسبوع الثقافي السوري الى غاية الثلاثاء 15 ديسمبر الذي يتضمن عروضا فنية ومحاضرات وشعرا وسينما ومعارض بين القيروانوتونس والكاف والمنستير. وسيتم يوم 14 ديسمبر بالمسرح البلدي بالعاصمة عرض مسرحية «صقر قريش» لفرقة انانا (السابعة مساء).