14 حالة وفاة و25 مقيما في أقسام الانعاش بينهم ثلاثة حوامل... هي الحصيلة الأسوأ إلى حد الآن لانتشار فيروس H1N1 أو ما يعرف بتسمية أنفلونزا الخنازير في تونس. ويتوقع الدكتور منجى حمروني مدير إدارة الرعاية الصحية الأساسية في تصريح ل«الشروق» زيادة في حجم الاصابات بسبب موجة البرد الحالية وخلال الأيام القادمة... علما وأن عدد الاصابات تجاوز الثلاثة آلاف قائلا : «متخوفون من الفترة القادمة لكننا جاهزون لها». وأوضح ردا على سؤالنا حول مدى التقارب بين حصيلة القريب العادي والفيروس الجديد؟ أن القريب الموسمي يقتل سنويا في تونس ما بين ألفين وثلاثة آلاف مصاب.. وهم، حسب قوله، المسنون وأصحاب الأمراض المزمنة خاصة من كبار السن. يقول ل«الشروق» يؤدى القريب الموسمي سنويا إلى وفاة حوالي 500 ألف شخص في العالم وفي فرنسا وحدها يقتل سنويا حوالي 40 ألف شخص وفي بلادنا يؤدي إلى وفاة العدد الذي ذكرت». ويضيف «هذه الحصيلة دخلت المفهوم الشعبي فيقول التونسي عادة «البرد يهز» أي يؤدي الى الاصابة ثم الوفاة». ويلاحظ مدير ادارة الرعاية الصحية الأساسية أن الفارق في الاصابتين هو وفاة أشخاص من صغار السن وكذلك الحوامل بسبب فيروس H1N1 نسألة لماذا فيرد «لأن الفيروس جديد»... قبل أن يضيف «ظهر هذا الفيروس قبل عام 1957 أي أن مواليد ما قبل هذا التاريخ تعرفت ذاكرتهم المناعية على الفيروس... أما البقية ومن مختلف الفئات العمرية لم يكتسبوا المناعة الكافية ضده لذلك مات البعض بسبب الاصابة ومنهم ثلاث حوامل لم تتجاوز أعمارهن 28 سنة». من جهته قال الدكتور أمين سليم في وقت سابق ل«الشروق» إن التغير الطفيف الذي يحدث سنويا في فيروسات القريب يؤدي بعد مدة زمنية معينة الى ظهور فيروس جديد... كما هو الحال بالنسبة لفيروس H1N1 . كما ذكر الدكتور منجي حمروني أن اجتماع لجنة متابعة انفلونزا الخنازير المنعقد صباح الاثنين نظر في متابعة حملة التقليح... مشيرا الى تحسن في مدى الاقبال على اجراء التطعيم ليصل العدد الى حوالي 100 ألف شخص حصل على اللقاح الى حد الآن. وأكد على القول أن الفيروس أصاب 10 ملايين شخص في العالم مات منهم حوالي 10 آلاف... في حين لم تسجل الى غاية الآن أية حالة وفاة بسبب اللقاح رغم أن عدد من أجرى التلقيح بلغ سقف 70 مليونا. ورغم التأكيدات الرسمية على سلامة التلقيح من تهمة التأثيرات الجانبية طويلة المدى ما يزال يتواصل رفض الحصول على اللقاح استجابة للتشكيكات في تأثيراته خاصة وأن كل الدول ومنها تونس تحصلت على اللقاح من المصنعين دون ضمانات... علما وأن احدى الشركات المصنعة ثبت تورطها في شهر فيفري الماضي في تلويث لقاح انفلونزا الطيور بالفيروس الحي.