غزة - رام الله - القاهرة (وكالات) دعا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أمس الى توقيع ورقة المصالحة مع حركة «فتح» في القاهرة وليس في أي مكان آخر كما تردد وذلك «بترتيبات جديدة» وصولا الى تشكيل حكومة توافق وطني، وطالب من وصفهم بعقلاء حركة «فتح» بالعمل على تحقيق مصالحة وطنية حقيقية مؤكدا أن السفينة لم تغرق بعد، وبالامكان انقاذها». وخلال حفل اقامه المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة لإحياء الذكرى الأولى للعدوان الصهيوني على غزة هنأ هنية حركة «فتح» بمناسبة الذكرى 45 لانطلاقتها. دعوة هنية وقال هنية «نريد مصالحة حقيقية وحكومة فلسطينية بشروط فلسطينية ومؤسسة أمنية أمنية» مشددا على الجمع بين العمل السياسي الملتزم والمقاومة». وشدد هنية على استعداد الحركة للتوقيع على ورقة مصالحة حقيقية «بعد اجراء التعديلات والترتيبات عليها»، والتي تتضمن عدة نقاط «تتلخص في ارادة سياسية لمصالحة وطنية حقيقية بعيدا عن الضغوط الخارجية وليس على الورق». ونفى هنية أن تكون حركة «حماس» تريد التوقيع على ورقة المصالحة في دمشق وليس القاهرة قائلا تعالوا نتفق ونوقع المصالحة في قلب مصر وليس في أي عاصمة أخرى وفق هذه التعديلات». وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ألمح في تصريحات الى أن «حماس» تريد توقيع المصالحة في دمشق، وهو ما نفته «حماس» بشدة. ودعا الى ضرورة تحقيق مقاربة سياسية تتجاوز الحساسيات والجمع بين العمل السياسي الملتزم والمقاومة، والضغط لتحقيق نظام ديمقراطي يحترم كل الأطراف في الجميع الفلسطيني، واحداث اختراق في ملف المنظمة وتشكيل حكومة توافق وطني، وتعزيز الساحة الداخلية ضد أي تدخل خارجي. وانتقد هنية ما قال عنه «العجائب السبع» التي قيلت عن «حماس» مثل أن قادتها هربوا الى سيناء أثناء الحرب الأخيرة على غزة وأنهم تجار أنفاق أو أنهم يخوضون مفاوضات سرية مع الاحتلال وأنهم يلاحقون المقاومين. وأضاف «أن هناك من اعتقد أن الحرب قضت على المؤسسة التشريعية بالضفة وغزة خاصة بعد الحرب لكنهم كانوا واهمين» مؤكدا أن حكومته باتت أقوى من ذي قبل. وهاجم هنية بشكل كبير ما أسماه العدوان على «الشرعية» التي تمتعت بها «حماس» بعد الانتخابات، وما قال عنه» مباركة أطراف «بفتح» لأعمال «الإنقلاب» على نتائج الانتخابات التي أفرزت «حماس». وأكد أن المال السياسي لا يبني وطنا ولا يحمي حقوقا أو ثوابت وأن التعاون الأمني مع الاحتلال ولغة القوة لا تقتل فكرة ولا تقضي على عقول رجال باعوا أنفسهم لله» حسب تعبيره. وكانت مصر قد حذرت «حماس» من «سرقة» مشروع المصالحة بعد تصريحات عباس التي تحدث فيها عن أن الحركة تريد توقيع ورقة المصالحة في دمشق، وهو ما اعتبرته «حماس» محاولة لدق أسافين بينها وبين القاهرة. اتهامات في الأثناء اتهمت حركة «فتح» أجهزة أمن الحكومة المقالة التابعة ل «حماس» في غزة باعتقال العشرات من كوادر ونشطاء الحركة والتسبب بوفاة مواطنة بالسكتة القلبية بعد اعتقال عناصر أمن الحكومة المقالة ثلاثة من أبنائها وذكرت حركة «فتح» في بيان أن هذه الاعتقالات تأتي بالتزامن مع إحياء الحركة للذكرى الخامسة والأربعين لانطلاقتها، مضيفة أن المواطنة نظيرة السويركي من حي التفاح بمدينة غزة توفيت الليلة قبل الماضية بالسكتة القلبية، بعد اقتحام عناصر من أمن «المقالة» لمنزلها و «اختطاف» ثلاثة من أبنائها. وحسب الحركة، فقد أصيب مواطنان بجراح جراء الاعتداء عليهما من قبل عناصر أمن «حماس» في شمال غزة، كما اختطفت 26 من كوادر حركة «فتح»، واقتحمت واعتدت على عشرات المنازل التي يرفع سكانها رايات «فتح»، وأقامت حواجز لمنع المواطنين من احياء الذكرى ال 45 لانطلاقة الثورة الفلسطينية. من جانبها اتهمت حركة «حماس» الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية باعتقال 5 من انصارها، فيما لا تزال تواصل اعتقال العشرات ممن صدر بحقهم قرارات قضائية بالافراج عنهم وذكرت الحركة في بيان أن الاعتقالات جرت في محافظات قلقيلية والخليل، وأن من بين المعتقلين الشيخ سامح عفانة من مدينة قليقيلية وهو عميد كلية الدعوة الاسلامية سابقا واضاف البيان أن الأجهزة الأمنية في مدينة الخليل تواصل اعتقال الشيخ أنور حرب عضو مجلس بلدية بيت أولى منذ أربعة أشهر رغم صدور قرار قضائي بالافراج عنه.