«حرب جاهليّة جديدة بين «بني فتح» و«بني حماس».. هكذا قرأ الشاعر الفلسطيني سميح القاسم ملامح المشكل الفلسطيني اي مشكل الانقسام.. وفي التصريحات التي نشرتها «الشروق» أمس أكد القاسم ان المشكل بين فتح وحماس قبلي وليس إيديولوجيا.. ولم يغلق شاعرنا العربي الكبير على الأرجح باب الحوار حول قراءته تلك ولا نظنّه فكّر أصلا في غلق باب طالما دعا لإبقائه مفتوحا على مصراعيه.. الى هذا الحد تبدو رؤية سميح القاسم متميّزة ولعلها أقرب الى الصورة الشعرية منها الى «التصنيف السياسي والايديولوجي» أو القولبة والخندقة. ولكن الحوار حول نظرة القاسم لا يجب في كل الحالات أن يكون استنساخا بحوار فلسطيني فلسطيني جرى في يوم من الأيام في القاهرة وقهر كل الذين توقعوا انفراجا فلسطينيا وحلموا به. وأظهرت الوقائع لحد الآن أن الصراع بين «بني فتح» و«بني حماس» يشبه ما حصل في قديم الزمان بين قبيلتين عربيتين بسب حصان وفرس... ولكن إذا كان المشكل الفلسطيني (او العربي عموما) قبليا على حد قول سميح القاسم فهل يمكن لأي فلسطيني (أو عربي عموما) البقاء خارجه حتى إذا رفضه وعارضه؟ السؤال مطروح بلا شك وقد يكون في يوم من الأيام في قادم العصر والأوان محور ندوة عربية... بالمناسبة عنوان الأخيرة قد يراوح بين الشعر والسياسة وقد يشمل الماضي والحاضر.. والمستقبل.. قد يكون... العرب.. المشكل بين «بني فتح» و«بني حماس»... و«بني أمية»... و«بني العباس»... هذه لن تكون ندوة... إنها عاصفة ممطرة... وكله ماء... أو حرث في الماء... ربما...