كان تفاعل الجمهور كبيرا مع الحفل الذي قدمه الشاعر الفلسطيني سميح القاسم بالاشتراك مع فرقة «جذور فلسطينية» في سهرة اول امس على ركح مسرح مدينة الحمامات سواء كان ذلك مع الأغاني الثورية أو مع الجمل الشعرية العميقة. هذا الحفل الذي كان متميزا وأوفى بكل وعوده حضره السفير الفلسطيني سمير الغنام وبعض الشباب من الجاليتين السورية والفلسطينية استهل بأغنية «شعب يا حبيبي» وهي من كلمات الشاعر أحمد فؤاد نجم ارادتها الفرقة تحية لتونس وتعبيرا عن الاعتزاز بالثورات العربية.. ثم ألقى الشاعر الفلسطيني سميح القاسم قصيدة «العنقاء» فشد بها الجمهور اذ ابرز مدى ضرورة إصرار الشعوب العربية على المقاومة وكيف أن النصر آت لامحالة شرط أن نصمد ونعرف كيف نتخلص من أذرعة الباطل.. كما تغزل شاعرنا بتونس الثائرة ليبين انها منارة كل الشعوب فقال: «تونس أعرفها..تعرفني أطبع شفتي على كفيها تحضنني..أحضنها وعباءتها لو شاءت كفت..تونس ماء خضراء ووجه حسن.. غنت مطربة بتونس بيك..غنيت أنا باتونس بيك.. تونس يا عنقاء العرب الكبرى.. يا موال العرب وأغنية البربر ونشيد الوطن الأحلى والأعلى والأغلى.. يا غصن النار الأخضر..» ومن الطريف ان استعمل سميح القاسم لفظ «ديقاج» و»زنقة» و»هرمنا» ولكن في أسلوب متفرد وصور شعرية في غاية الجمال.. «ستين «ديقاج» من جربة حتى قرطاج من قابس حتى قرطاج من صفاقس حتى قرطاج ديقاج..ديقاج صاح أخوك هرمنا..صحت هرمنا صاح الوطن هرمنا..صاح الشعب هرمنا لكنا ما هنا وما خنا..قاومنا وخذلنا.. تمنى الجمهور لو أن الشاعر واصل إلقاء أبياته الى آخر السهرة ولكن فرقة «جذور فلسطينية» كان لها أيضا موعد خاص في ظل ما وقع في عالمنا العربي هذه الفترة. فقد غنت الفنانة ريهام حمادة أغنية «يمى وين الهوى» ثم وصلة من التراث الفلسطيني في مقام البياتي على ايقاع الملفوف تلمس من خلالها الجذور الشرقية العربية المتأصلة. أما الفنان علي عزام فقد أبدع في أغنية «الارض بتتكلم عربي» للسيد المكاوي وأغنية «أهو دا اللي صار» للسيد درويش في مقام حجاز كردي ثم أغنية «منتصب القامة أمشي» في مقام الراست والتي لاقت تجاوبا كبيرا من الجمهور.. لتعود ريهام من جديد وتغني «هدي يا بحر هدي» في مقام حجاز غريب، «لاموني الي غارو مني' لهادي الجويني ،أغنية خطيار ابو عمار واخيرا اغنية «يا تونسية هيلا هيلا».