بالنظر الى أسماء المنتخبات يمكن اعتبار أننا سنكون اليوم على موعد مع افتتاح «حديقة الحيوانات» الافريقية من الأسود الى النمور والنسور وصولا الى الأفاعي والفيلة والفهود مرورا ب«أبناء آوى» والثعالب وحتى السناجب.. وكلها أسماء مستوحاة من العمق الافريقي لقارة تلاعبت بها الطبيعة والمستعمر وجاء دورها لتلعب بالعقول ولو كرويا.. لكن بالنظر الى ما تضمه هذه المنتخبات يمكن القول أن القارة الافريقية وبداية من اليوم ستتحوّل الى مركز عالمي للسحر والإلهام والروعة لما يكتنزه نجومها من مهارات تكلمت بالصوت العالي في مختلف البطولات.. اليوم ينطلق العرس الافريقي الكبير على أرض أنغولا لتنطلق معه التكهنات والسيناريوهات داخل المدارج والاستوديوهات خاصة من طرف محترفي الكلام الذين يصدرون أضغاث الأحلام ويميلون مع الرياح حيث تميل.. فلا هم أرضوا الشعب ولا هم أرضوا الحكومة.. ورغم ذلك مازالوا يتشبثون بنفس المنابر ويتكلمون بنفس اللغة ظنا منهم أنهم ناجحون في أداء رسالتهم.. ولو أنها في الأصل ليست رسالتهم ولا يمتّون لها بصلة.. اليوم تنطلق «كان 2010 والتي يحضرها «زعماء» الكرة الأرضية من دروغبا الى ايسيان.. الى ايتو.. الى الزياني.. الى حقي.. الى كانوتي.. والطريف أن هؤلاء الزعماء تحبّهم بل تعشقهم شعوبهم.. لأنهم بكل بساطة مفطورون على خدمة الوطن وحب الوطن.. وليس لهم أي نية في حلب الوطن.. هؤلاء سيتكلمون بداية من اليوم وسيفرضون أصواتهم على كامل القارة لمدة شهر كامل تنسى فيه الشعوب أسعار الحليب والطماطم والخبز والزيادة الحاصلة على مستوى سعر السكر والغاز الطبيعي والزيت بأنواعه.. كما تنسى فيه القارة أوجاعها وحروبها وجوعها وعطشها المنذر بانقراض الانسان من على سطحها.. اليوم لا صوت يعلو فوق صوت الكرة.. وأكيد أن الشعب التونسي كعادته سيرفع نسق الاستعداد لهذا الموعد التاريخي وسيؤجل دفع فواتير الماء والكهرباء والهواتف القارة الى ما بعد ال«كان» حتى يتابع أكبر الفرسان ويكسب الرهان خاصة أنه يراهن على منتخبنا «المزيان» وينتظر أن تعود عجلته الى الدوران ولو بعد فوات الأوان.. على جناح الألم شدّني إعلان كبير ل«تونيزيانا» يقول ان هذه الشركة هي المساند الرسمي للروح الرياضية.. وقلت هذا جميل.. وعندما سألت أهل الجمعية الوطنية للروح الرياضية عن أرباحها من هذا الاعلان جاءني الجواب مضرّجا بالحرمان لتبقى على حالها دار لقمان في ظل سياسة المكيالين واختلاف الميزان..