بمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين بولاية مدنين وبتنظيم من السيد رياض الخرشاني يتواصل معرض الفنون التشكيلية بالفضاء المتوسطي بحومة السوق جربة الى غاية 12 فيفري الجاري ولئن اختار المشاركون أمثال الخرشاني واللمس واللهيوي وقسام والفلاح وبن ذياب وبوبكر الرسم الزيتي على القماش فإن الفنان وسام بن مشيشي خرج عن المألوف ليزاوج الرسم مع البلور وهي تقنية جديدة كعنصر من عناصر تكوين اللوحة لما يضفيه من حركة في مجال الفضاء التشكيلي وأيضا العمل على ابراز البيئة المحلية التي هي هاجس كل انسان وفنان أراد استمرارية الابداع الانساني المحافظ على البيئة، وكلهم صراحة أبدعوا واعتمدوا استغلال الخط العربي والمنسوج اليدوي التقليدي وعلى ذائقتهم الفنية واستخلصوا الرؤى الانسانية المتعددة الاتجاهات والجوانب. هذه التظاهرة السنوية لمبدعينا في الفن التشكيلي مكسب يتعين المحافظة عليه ولما لا التجوال به بكل ربوع الولاية التي تشكو نقصا لمثل هذه الانشطة التشكيلية وهي الفرصة الوحيدة التي تتوفر بالموسم الثقافي الشتوي للالتقاء، كل اللوحات المعروضة والتي يزيد عددها عن 40 لوحة هي مساحة للحلم، خلفيات ملونة وتشكيلات هندسية تكتظ بالرموز والعلامات، الضوء بدا مشعا في لوحات البعض وفي الاخرى ملبوسات وهي الجزء الهام من حياة الانسان الجنوبي، اذ لا يمكن التخلي في هذه الحالة عن رموز الحضارة خاصة تلك التي تساعد على مقاومة قساوة الطبيعة. الفنان التشكيلي الطاهر عويدة لم يشارك في هذه التظاهرة لكنه يستعد للسفر الى مدينة نيس الفرنسية وعاصمة النور باريس للمشاركة من 6 الى 30 مارس 2010 في تظاهرتين تشكيليتين ليعود اثرها وخلال شهر سبتمبر الى Normandie ليشارك في تظاهرة ثالثة، سفير الالوان التونسية يكاد يكون التونسي والافريقي الوحيد الرحالة الى هذه التظاهرة الأوروبية ليعرض أعمال 2010 التي اختار ان يكون عنوانها «أبواب مفتوحة» وبالتأكيد الدخول اليها حر، تلك الأبواب القديمة حوّلها هذا الفنان الى محامل لأعماله التشكيلية باستعمال تقنيات التلصيق Collage لإبراز جمالية بعض عناصر وخصوصيات المعمار التونسي الاصيل، فهي إذن لغة تشكيلية حديثة خاصة بالطاهر عويدة، كما وظف وبمناسبة الاحتفال بمائوية أبي القاسم الشابي بعض من مقاطع قصائده في شكل لوحات وأدمجها ضمن العمل التشكيلي الذي اعتمد خصوصياته من أماكن كانت مصدر إلهام لهذا الشاعر على غرار واحات الجريد الخلابة وبذلك يكون عويدة من خلال جديده لهذه السنة أن يغنّي للحياة كما غنى الشابي مستنبطا أفكارا ومواضيع أبدا لن تموت بل لا تتجاوزها أحداث الحياة المتجددة، هذا الفنان وكغيره من الفنانين التشكيليين بجرجيس وعددهم يفوق 15 دعوا عديد المرات السلط الثقافية المحلية لتمكينهم من استغلال «حوش الاخويلدي» او الفضاء المعروف بBattoir وتهيئته ليكون فضاء لعرض أعمالهم.