في إطار لقاءاته الأدبية، ينظم المركز الثقافي الدولي بالحمامات مائدة مستديرة مخصصة للحديث عن الرحلة التي قام بها الكاتب الايطالي فيليبو توماسو مارينتي (1876 1944) وسيلتئم هذا اللقاء يوم الأحد 7 فيفري على الساعة الحادية عشرة صباحا في صالونات فيلا سيبستيان. مارينتي هو كاتب إيطالي يكتب باللغة الفرنسية والايطالية وقد اشتهر سنة 1909 بالتعريف بنظريات «فوتوريزم» (futurisme) وهي حركة أدبية نشأت في تلك الفترة. بعد تخليه عن الرمزية الشعرية، قام مارينتي بنشر العديد من المؤلفات جرب من خلالها أشكال جديدة وبنى كونا شعريا اتخذ كعلامة له: الحرية. كان مارينتي محل إكبار من قبل قوستاف كاهن (مخترع الشعر الحر) وقد التحق به العديد من الفنانين باعتبار أنه لعب دورا هاما في تطور فن الرسم. وبما أنه ثنائي اللغة اختار منذ سنة 1902 الفرنسية لكتابة أولى أشعاره على ضوء المجموعات «غزو النجوم» و«دمار». وفي سنة 1931 زار مارينتي تونس في إطار دورة محاضرات. وإذ كان العديد في انتظاره، قدم مؤسس «الفوتوريزم» محاضرة بدار «دانت أليڤري» (حاليا دار الثقافة ابن خلدون) ثم شارك بمأدبة عشاء تضم المنظمين لحركة «الفوتوريزم» بمطعم شيانتي (الذي كان يقع بشارع فرنسا) وكان من بين الحاضرين أيضا الرسام موزس لوفي والكاتب اڤناسيو دراڤو. وقد بقي يوم 21 أفريل 1931 مسجلا في الحوليات فيما يتعلق بمواضيع المحاضرة التي سيقع تقديمها ضمن المائدة المستديرة للمركز الثقافي الدولي بالحمامات. وتجدر الإشارة إلى أن مارينتي نظم منذ 1910 سهرات تجمع المنظمين لحركة «الفوتوريزم» بعواصم مختلفة مع قراءات شعرية ومحاضرات والتي أثارت ضجة كبيرة عبر العالم. وفي سنة 1922 وضع مارينتي حدا لتلك الحركة وصار واحدا من الأوائل الذين تم انتخابهم بأكاديمية ايطاليا. رحل سنة 1944 أثناء الحرب الأهلية التي هزت إيطاليا. تندرج المائدة المستديرة «مارينتي في تونس» التي يقدمها حاتم بوريال في إطار اللقاءات الأدبية التي يستضيفها المركز الثقافي الدولي بالحمامات للسنة الثالثة على التوالي. بالنسبة إلى هذه السنة تخصص اللقاءات الأدبية لكبار الأدباء العالميين الذين زاروا تونس. فبعد البلجيكيين جورج سيمنون وفرانز هيلنس وبعد الرحلة النموذجية لڤوستاف فلوبار إلى قرطاج سنة 1858 جاء دور مارينتي ليكون مركز الاهتمام لهذه اللقاءات التي تتواصل إلى غاية شهر جوان. بهذا المعنى تتنوع المواضيع والكتاب بالنسبة للقاءات القادمة وذلك مع الرحلات إلى تونس لأندري جيه وليوبولد سدار سنڤور وأيضا راينر ماريا ريلك.