تَثَقَّفْنَا يا أهل تونس حتّى صرنا نتجادل في «الفياغرا»: هل يُسمح لها بالجولان رسميًّا أم تُرفع في وجهها علامة «قف»؟! ولمّا كان الشيء بالشيء يُذكر، فقد ذكّرني هذا الجدل بأخيه الدائر في بريطانيا هذه الأيّام. حيث أوردت الصحف خبرًا (لم يتمّ تأكيده من مصدر محايد) مفاده أنّ اللاعبين الإنقليز يستعدّون لتعاطي «الفياغرا» خلال مباريات كأس العالم في جنوب إفريقيا، تفاديًا لتأثير الارتفاع الشديد عن سطح البحر! المضحك أنّ هذا الجدل يدور بينما الكُلّ يعلم أنّ «الحبّة الزرقاء» ترتع و«تبرطع» على طول الليالي التونسيّة«البيضاء» بفضل بَرَكات «السوق السوداء»!! ولعلّها «حبّةٌ» مسروقة من «الروض العاطر» و«رجوع الشيخ إلى صباه»...أي أنّها من أحد الوجوه « تونسيّة الأصل» مطروحة في الأسواق على مرأى ومسمع من الصغير والكبير والحابي على الحصير. إضافة إلى أنّ لديها «أخوات»، شأنها في ذلك شأن «كان وأخواتها»، لا أحد يُجادل في أمر منعها أو إباحتها...وعلى رأسها كرةُ القدم وما أدراك! تلك الساحرة التي تكاد تحيي عظام «الوطنيّة» وهي رميم. والتي لولاها لرأينا «دكاكين» كثيرة، سياسيّة واقتصاديّة وإعلاميّة، تغلق أبوابها من «هاك الزمان»، بعد أن اضطرّ أصحابها إلى أن «ينشّوا الذبّان». فيا أهل تونس: لماذا تقرعون في وجه «الفياغرا» كلّ هذه الطبول، مادمتم مدمنين «فياغرا الفوتبول»؟