أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس معرض «أنوار القيروان» بمتحف معهد العالم العربي من 8 ديسمبر 2009 ويتواصل إلى موفى شهر فيفري 2010 وذلك بالتعاون بين وزارة الثقافة والمحافظة على التراث وجمعية الصداقة التونسية الفرنسية ومعهد العالم العربي بباريس. معرض «أنوار القيروان» الذي يتواصل هذه الأيام والى غاية أواخر شهر فيفري، يضم ما يزيد عن 150 تحفة فنية نادرة تعود الى العهود الأغلبية والفاطمية والصنهاجية والحفصية من بينها عينات من أنفس مخطوطات القيروان منذ ألف عام كما يشتمل على قطع نحاسية وخشبية ورخامية من أجمل الفنون الحرفية القيروانية في تلك العهود. ورغم برودة الطقس وتساقط الثلوج فقد شهد المعرض إقبالا كبيرا لمحبي الفن والتراث الإسلامي في العاصمة الفرنسية حيث تمكن الزوار من اكتشاف أهمية هذه المدينة التاريخية في نشأة الفنون الإسلامية ونشرها في بلاد المغرب العربي والأندلس. الجالية التونسية بباريس زارت المعرض القيرواني الذي يتزامن مع الاحتفاء بعاصمة الأغالبة عاصمة للثقافة الإسلامية وتفاوتت انطباعاتهم عن المعرض مجمعين على أهمية المعرض في إبراز الخصوصية الحضارية للقيروان ملاحظين بعض الهنات. غاب البحث والاجتهاد المهندس هيثم الجماعي العامل والمقيم بباريس اكد انه شعر بالخيبة عند زيارته للمعرض بسبب غياب عنصري البحث والاجتهاد مبينا ان العرض اقتصر على نقل معرض جاهز من القيروان الى باريس وليس هناك إبداع. مخطوطات الفقه والقضاء والمصاحف المعروضة بعناء كبير تقدم ثراء الحضارة وقيمة مساهمة القيروان في التاريخ الإسلامي مبينا ان المعروضات تبرز حقيقة أن القيروان تمثل جسرا بين المشرق والمغرب قد نجحت في تطوير مدرسة الفن الإفريقي (التونسي) وشخصيتها الخاصة بها. همزة وصل الدكتور لطفي المحمدي(خبير في علوم الأحياء) المقيم بباريس بين من جهته قيمة المعرض في التعريف بالدور الهام الذي لعبته القيروان كهمزة وصل بين المشرق والمغرب.مبينا ان المعرض يضم قرابة المائة وخمسون قطعةً فنيةً تمثل القرون الخمس الأولى من الحقبة الإسلامية وخصوصا مصحف الرق الأزرق الذي يمثل نسخةً نادرة، كما اشتملت هذه المجموعة الفنية على مخطوطات في كتب الفقه ذات الكتابة الذهبية والشكل الأنيق. وبين المحمدي انه استمتع بمشاهدة أواني الفخار ذات الشكل الجميل والمزخرفة بألوان ورسومات تشهد على عبقرية فناني ذلك العصر. كما أعجب بالقطع الفنية المختلفة شكلاً وتصميماً ووظيفةً؛ حيث احتوى المعرض على قطع نقدية، ومجوهرات وأواني برونزية وتماثيل من المرمر. طلبة وأساتذة الجامعة في الموعد وأشار هذا التونسي إلى كثرة الوافدين على المعرض من مختلف الجنسيات والأعمار. وقد لاحظنا مجموعات من طلبة المعاهد والكليات مرفوقين بأساتذتهم حيث كثر الجدل بينهم حول نوعية الورق والحبر المستعمل لكتابة المخطوطات المعروضة. وإجمالا، يعتبر المعرض بحسب الزائرين من أكبر المشاريع لدورها في التعريف بالقيروان والاحتفاء بها كعاصمة للثقافة الإسلامية لتقديمها للعالم الغربي لتأكيد دور القيروان كهمزة وصل وجسر تواصل بين غرب أصبح يخاف مشرقا ويخاف إسلاما شوهت صورته بسبب ما يقدم عليه البعض باسم هذا الدين السمح ولاقامة الدليل على مساهمة المدرسة القيروانية الطبية والعلمية في ازدهار أوروبا.