بمعرض وثائقي في مزاوجة مع التشكيل المسرحي عن رجالات المسرح بالقيروان (من الطاهر طقطق والهذيلي بوقميزة والشاذلي بالحاج ومحمد النخلي..) وتاريخ الحركة المسرحية، افتتحت جمعية قدماء المسرح بالقيروان مساء الخميس 4 فيفري تظاهرة احتفالية على شرف«مائوية المسرح التونسي» على امتداد ثلاثة أيام وذلك بالتعاون مع جمعية مسرح المدينة وبمشاركة ثلة من المسرحيين وبحضور مكثف غاب فيه المسؤول (؟) عن تسجيل حضوره في الذاكرة الوطنية. وتضمّنت الاحتفالية معرضا وثائقيا احتضنته قاعة العرض التي وهبها معهد الفنون والحرف بسبب عجز قاعة المركب الثقافي عن المشاركة، وتقديم كتاب «تاريخ المسرح» لمحمود بوقميزة الذي صدر قبل أيام وأثار جدلا في الأوساط المسرحية بين ناقد وقادح إضافة الى مجلس ثقافي عن تجليات المقدس في المسرح التونسي أدار حوارها الأستاذ المنذر الشفرة. وذلك قبل أن يتم تكريم المسرحي محمد المحظي رئيس جمعية مسرح الأغالبة لقاء طول مسيرته المسرحية على امتداد خمسة عقود والذي نقل الى المستشفى إبّان التكريم لإجراء عملية جراحية عاجلة أثيرت آلامها بسبب غضبه جراء الحضور بالغياب الذي سجله الجانب الرسمي نظرا لتزامن توقيت التظاهرة مع موسمي الصولد والأشغال السريعة مما سحب البساط من تحت أقدام المنظمين البسطاء ومنعهم الانبساط. ولعل ما خفّف عن المسرحيين حالة الخذلان و«الحزن» التي عبروا عنها للقاصي والداني هو ما شهدته مسرحية «من حكايات شهرزاد» الموجهة للأطفال والتي والحق يقال حضرها جمهور غفير من الكبار والصغار ندر أن سجل مثل عددهم في عروض مماثلة للكبار. وهذه المسرحية من إنتاج جمعية مسرح المدينة قدمتها بالمناسبة في إطار التعاون بين الجمعيات. أما الكهول فكان نصيبهم من المسرح في إطار الاحتفال بمائوية المسرح من خلال حضور بعضهم مسرحية «الناجي الكبران» التي أنتجتها جمعية قدماء المسرح. ضعف الحضور الذي سجلته التظاهرة وحالة الاحباط دفعت بالبعض الى القول بأن الثقافة (وخصوصا في القيروان) تتقدم نحو الأفول. ولعل ما روّج هذه المزاعم هو حالة الافلاس التي تعيشها الساحة الثقافية على مستوى الحضور والانتاج والعناية الرسمية تماما كحالة «الإفلاس» التي تعيشها عديد الجمعيات سواء من الناحية المالية و.. من جهة ثانية تنشغل مندوبية الثقافة بالقيروان في الإعداد لحفل اختتام تظاهرة القيروان عاصمة الثقافة الاسلامية التي تعيش على وقع «مشهدية» الوداع وخصوصا لتوديع ما عاشته القيروان من نسق مكثف وسريع للندوات والحفلات والأسابيع الثقافية والحركية على امتداد عام كامل.. فكيف سيكون حال الثقافة في القيروان عام 2010 وهل سيكون بالامكان أفضل مما كان؟