الخلود هو أبسط تعبير عن الفن الحقيقي قديما وحاضرا سواء في الهدف والغاية أو النتيجة المتوقعة لهذا الفن بمعناه الشامل.. فالفن الحقيقي هو الذي يمتلك القدرة على مقاومة الموت... بهذه الكلمات أطلق الفنان التشكيلي الطاهر العجرودي عنان ريشته ليبدع عبر تلك الصور الضوئية في إطار «هواجس للكتابة بالضوء» في معرضه «جمرة عافية» الذي انطلق امس الأول بدار الثقافة ابن رشيق ويتواصل الى حدود 25 فيفري 2010. جدران دار الثقافة ابن رشيق زينت بأجمل اللوحات التي اختلفت مضامينها وتعددت صورها، أرادها هذا الفنان ان تكون رؤيته الجديدة في عالم التصوير الفوتوغرافي فبدت العلاقة واضحة بين روح المبدع وذاتيته وتلك الصور المجسّدة فوق ذاك الاطار.. ألوان متجانسة مشعّة مترامية فوق تلك الجدران معبّرة عن الحياة مشاهدة مسرحية جامدة لكنها متحرّكة في مضمونها رامية بأبعادها الى عالم لا حدود له. فقدمت لجمهورها صورة تنظر لمشروع لا حدود له في الزمان والمكان.. طويل في علاقته بفنون الفرجة عموما وبالفن المسرحي بشكل خاص، على حد تعبير هذا الفنان. كيف السبيل الى تخليد الفعل المسرحي على الركح؟ كيف انتبه الى التفاصيل اللامرئية في حركته؟ كيف نتخلص من لسانه الطويل أمام لعبه الجسدي؟ مجموعة من الاستفهامات جالت بخاطر الفنان ليتولّد من رحمها الابداع الذي جسّده من خلال تلك الصورة التي اعادت الماضي ونبشت في الحاضر واستشرفت المستقبل برؤية جمالية تجديدية في عالم التصوير الضوئي الذي اتخذ منه الطاهر العجرودي طريقا للإبداع وفرض الذات في عالم الضوء واللامرئيات فاتخذت من تلك اللوحات ركحا لإبداعه وفضّ هواجسه وإطلاق عنان ريشته من أجل تخليد فنّه كهدف وغاية.