من عمق التاريخ ومنبع الاسلام وبدءا بمولد الرسول الاعظم صلىالله عليه وسلم الى نزول الوحي... من هنا تشكلت الفكرة فسالت الالوان وأبدعت الريشة فاكتمل المشهد ليعلن عن مولد الصورة لفنان استطاع أن يطوّع التاريخ على سطح تلك اللوحات التي تحلّت بها جدران دار الثقافة ابن رشيق مساء السبت في افتتاح معرض الفنان التشكيلي المصري الدكتور طاهر عبد العظيم سعيد الذي اختار له من العناوين «رؤية تشكيلية للسيرة النبوية». ويتواصل المعرض الى غاية 31 جانفي 2010 بنفس الفضاء. 8 لوحات زيتية كانت كافية لتغطي جدران دار الثقافة ابن رشيق، تلاصقت حتىتكوّن مشهدا متكاملا فظهرت وكأنها لوحة واحدة مشهدية بانورامية عملاقة (16م*1،4م) امتزجت ألوانها وتشابكت خطوطها لتختزل التاريخ في جملة من المشاهد المستوحاة من بعض الاحداث الاسلامية الهامة. محطات تاريخية وحين تستوقفك احدى هذه المحطات التاريخية القابعة هناك على تلك الجدران تشعر وكأنك تعيش لحظات من التاريخ بل مراحل من هذا التاريخ الاسلامي الذي دوّنته الكتب وذكرته الآيات القرآنية لتجد نفسك وأنت ترتحل ببصرك بين تلك الصور وكأنك تحيا تلك المواقف التاريخية الاسلامية من جديد فتتشكل في ذهنك أحداث ذاك الزمن معلنة عن جذورك الاسلامية وتاريخ هذه الانسانية التي مرت عليها عقود من الزمن. عناوين مختلفة أصحاب الفيل (محاولة هدم الكعبة من طرف جيش أبرهة)، طير أبابيل، عصف مأكول، المولد، مكة (مكة الاصنام في عهد الجاهلية) بيت السيدة حليمة (شق الصدر)، التحكيم (خلاف أسياد مكة حول كسب شرف رفع حجر الكعبة) نزول الوحي. كل هذه العناوين هي محطات تاريخية أرادها الدكتور طاهر عبد العظيم أن تلخص السيرة النبوية بطريقة فنية تشكيلية أبدعها من وحي التاريخ ونبض الاسلام، فكانت رؤية تشكيلية للسيرة النبوية بطريقة فنية. مسيرة حافلة أنجز الرسام طاهر عبد العظيم سعيد هذه اللوحات بعد مراجعة وموافقة دار الافتاء المصرية ممثلة في فضيلة مفتي الديار الاسلامية الدكتور علي جمعة، وأغلب اللوحات طبيعة جامدة، واللوحات التي يظهر فيها أشخاص هم عناصر من جيش أبرهة وجاهلية قريش. وللتذكير فإن الدكتور طاهر عبد العظيم يدرّس بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة اختصاص ديكور وتصميم زخرفي وله مشاركات محلية ودولية عديدة في معارض فردية وجماعية وله أعمال متعددة في مجال التصميم المطبوع والاعلان والشعارات والجداريات والديكور المسرحي.