[email protected] بعض الذين عاتبونا على كلماتنا المتجهة صوب المنتخب أيام «النكبة» كانوا ينظرون الى حدّ أنوفهم لأن ما أتاه زملاء جمعة في آخر خطوة نحو المونديال وخاصة خلال مباريات ال «كان» يفوق درجة احتمال أي إنسان... ونتيجته مازالت تظهر إلينا على طريقة قطرة... قطرة... فبعد ترتيبنا العالمي الذي ارتد الى مصاف العالم الثالث... جاء الدور على أنديتنا التي انخرطت بدورها في معلقة البكاء على الأطلال الافريقية ولم يبق لنا جميعا إلا أن نقف لتقبّل العزاء في فقيدتنا العزيزة المغفور لها «كرة القدم»... نحن لم نغلق باب الأمل لأن الحياة ستضيق علينا أكثر لكن ماذا نفعل إن كان لا ينفتح علينا من كل الأبواب إلا باب الألم... ونحن لم نكن يوما مسكونين بهذا الحجم من التشاؤم لكن عندما يصبح الترجي (وما أدراك) عاجزا عن ضمان أكثر من التعادل بشق الأنفس أمام فريق من سيراليون نجد أنفسنا مجبرين على المطالبة بوقفة عاجلة لمراجعة الأمور قبل استفحالها خاصة أن الافريقي (وما أدراك) غصّ بمجرد لقمة كروية سائغة اسمها نادي ساحل النيجر لا ندري أصله الكروي... فإذا كانت بدايتنا مع «الأقزام» على هذه الحال فما بالك ب «ديناصورات» بقية المشوار عندما يحمى الوطيس... هذا إذا نجحنا في العبور الى الدور الثاني... لنكتشف في النهاية عمق الهوّة التي حفرها المنتخب ليس في قلوب التونسيين فحسب بل على الطريق الرابطة بين تونس وأدغال افريقيا... وهو ما ستؤكده الأيام رغم أننا مازلنا نخرج هذا ونحشر ذاك في قفص الاتهام... ولا نعتبر من هزائمنا وانتكاسة علمنا من بين الأعلام...