في فترات سابقة كانت مرحلة إياب البطولة الوطنية تترجم حقيقة إصرار الأندية «الكبرى» أو التي تلعب من أجل اللقب على الهروب وذلك حرصا على الصدارة أو لتشديد الملاحقة ومقابل ذلك فإن الأندية «الصغرى» أو تلك التي تلعب من أجل ضمان القاء تحاول الانتصار فقط على الأندية التي تتقارب معها في الترتيب حتى تكون الحصيلة مضاعفة وذات ست نقاط كاملة. هذا الموسم وبعد الركون الى الراحة لمدة شهرين تقريبا إثر المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بأنغولا جانفي 2010 تغيرت المعطيات والمؤشرات واعتقدنا أننا في بداية موسم جديد فقد «تمرّدت» الأندية«الصغرى» وها هي كذلك في الأصل على الأندية «الكبرى» وجرّدتها من نقاط كانت تعتقد أنها مضمونة وفي «المكتوب» على غرار ما حصل مع الترجي في القصرين ومع الافريقي في القيروان والنجم في سوسة ضد جرجيس وفي باجة ضد الأولمبي الباجي وأيضا مع النادي الصفاقسي في حمام سوسة وقبله مع القصرين. «الشروق» تحدثت مع بعض المدربين لاستجلاء المسألة فكانت آراؤهم كالآتي: العربي الزواوي: في الأوضاع حقائق... والفترة انتقالية لكل مباراة وضعها الخاص وعادة ما يفرز ذلك الوضع نتائج تبدو للبعض غير منطقية.. أعتقد أنه والى جانب العنصر المتمثل في توقف البطولة الذي عادة ما يخدم مصلحة الأندية التي ليس لها لاعبون في المنتخب فإن المشاكل التي تمر بها الأندية التي يمكن القول أنها كبرى قياسا مع الفرق الأخرى هي التي أفرزت هذه النتائج التي يمكن اعتبارها غير منتظرة فالنجم عرف بعض التغييرات التي أثرت على استقرار الفريق والترجي رافقته أوضاع غير مستقرة ناتجة عن الاصابات أما النادي الصفاقسي فما يعيشه من اختلافات داخل بعض عناصر أسرته انعكس على مردوده ونتائجه.. وفي المقابل فإن الأندية الأخرى اجتهدت وهي في النهاية تدافع عن حظوظها وتساهم بشكل أو بآخر في تطوير المشهد الكروي الذي لا يجب أن يتوقف عند ثلاثة أو أربعة أندية فقط واكتفاء البقية بالمشاركة لمجرد المشاركة أو لضمان البقاء. مراد محجوب: المسألة عادية... وسرّها في العمل فقط في البداية لابد من القول أن مستوى أنديتنا متقارب ولا يمكن تسمية هذه الأندية «صغرى» والأخرى «كبرى» طالما أنها تلعب في مجموعة واحدة وتدافع عن حظوظها كل حسب إمكاناته البشرية وحوافزه المالية وتقاليده وأيضا جمهوره وألقابه ولذلك فإن فريقا في حجم القيروان لا يمكن أن نصفه بالصغير والحال أن له عراقته وتتويجاته شأنه شأن ترجي جرجيس.. ولذلك فإن المسألة تعتبر عادية جدا ولا تخضع إلا للعمل والمثابرة والاجتهاد والتكامل والأجواء المريحة في الفريق والايمان بالحظوظ.. وكلما توفرت هذه العناصر وغابت عن الفريق المنافس أو تقلصت قياسا مع الطرف المنافس الآخر إلا وتغيرت المعطيات وكانت النجاحات للمجتهد على غرار ما حققته شبيبة القيروان أمام الافريقي أو ما حققه أمل حمام سوسة ضد النادي الصفاقسي وغير هذه النتائج التي لا تتطلب إلا الدعم لتأكيد الجدارة. كمال الزواغي: توقف البطولة... وتشتت التركيز أعتقد أن توقف البطولة كان في صالح الأندية التي تسمونها «صغرى» حيث تداركت أمرها ورمّمت أوضاعها وحرصت على تقليص نقاط ضعفها وتدعيم نقاط قوتها.. وفي المقابل فإن الأندية «الكبرى» وبسبب مشاركاتها القارية تشتت تركيزها وتسلطت عليها الضغوطات باعتبارها تلعب على أكثر من واجهة.. ومن جهة أخرى فإن مستوى الأندية كرويا تقارب جدا.. وخاصة على مستوى اللاعبين وهذا في ماعدا بعض الاستثناءات.. وربما يبقى الفارق الواضح فقط في الجانب المادي أي في المنح والجرايات ولذلك فإن «انتفاضة» أو «ثورة» الأندية «الصغرى» تعتبر عادية جدا ويمكن أن تستمر اذا تعززت بالانضباط والحفاظ على الأجواء والمثابرة والعمل الجدي وقيام كل طرف بواجبه.