أبدأ مقالي بهذا المثل الهندي البليغ وحديثي مقاس على حصّة «شاهد على العصر» لمقدّمها أحمد مهزوم بقناة «الجزيرة» الذي «تميّز» بين ظفرين بصفة يتيمة من خلال حواره مع ضيوفه بقذف الرموز العربية والحطّ من شأنها بطريقة مستفزة وماكرة رغم ان هذه الرموز خطّت اسمها في كتاب التاريخ العربي بأحرف ذهبية قيراط أربعة وعشرون. وهم على التوالي: الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة منذ عقدين تقريبا وأخيرا الراحلين جمال عبد الناصر وفارس الحكام العرب صدّام حسين. وأذكر في الحلقات التي خصصها للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة، عندما استضاف أحمد مذموم الوزير الأول السابق السيد محمد مزالي باعتبار انه عاصر الحقبة البورقيبية وتقلد مناصب عدة في عهده كيف كان يحاصره بأسئلة على غاية من الخبث ومستفزة للضيف والمشاهد معا وكيف كان يحاول الإيقاع به من خلال أسئلة ملغّمة وحاقدة تقطر سمّا زعافا على الزعماء العرب ولكن الضيف بصراحة كان راقيا في إجاباته ورصينا في تعليقاته وأنيقا في ردوده ولم يسقط للدرك الأسفل من أسئلة أحمد مقهور الخبيثة والحاقدة وكان أولى به تسمية برنامجه شاهد على العسر لهضم واستساغة أسئلته الملغومة او حاقد على العصر باعتبار نوعية طرحه الشامت. وها هو التاريخ يعيد نفسه فقد كررها مؤخرا حيث لاحظنا الهجوم الوحشي والتعسفي على تاريخ رجلين عظيمين من تاريخ الأمة العربية وأقصد بهما الراحلين جمال عبد الناصر وفارس الحكام العرب صدّام حسين حيث اتضح ان أحمد مهزوم يكنّ لهما حقدا دفينا وكأن بينه وبينهما ثأرا حيث كان وفيا لعادته السيئة محاولا تشويه سمعة الرجلين وتاريخهما وتقزيمهما وكم يفرح وينشرح حين ينخرط معه الضيف في التقطيع والترييش وكيل التهم جزافا محاولا بكل ما أوتي من حقد وبغضاء طمس وتجاهل الايجابيات والانجازات العديدة والمتعددة للراحلين والتركيز فقط على السلبيات والنقائص الطبيعية فكل إنسان معرض للخطإ وكل تجربة سياسية كانت أو أي تجربة في الحياة لها ايجابيات وسلبيات. ومن خلال الحلقات التي تابعتها وأظن ان ملايين المشاهدين يشاطروني الرأي أن أحمد مقهور يعاني من عقدة مزمنة وله من الحقد الدفين والظاهر للعروبة الشيء الكثير وكأني بنا أمام صهيوني متعصب كبير محوّلا بذلك حصته المنفرة الى محاكمة باطلة وظالمة وحاقدة على الزعماء العرب الذين سيخلدهم التاريخ رغم انف أحمد مهزوم وحوّل شهوده على العصر شهود زور وبهتان لبث معلومات مغلوطة تسمم أفكار الشباب التي لم يعاصر هؤلاء الزعماء الأفذاذ ويلوث ببرنامجه القذر تاريخ الكبار وبابتسامته الصفراوية التي تقطر مكرا وحقدا أسود كقلبه العليل وقد يذهب بنا الظن انه يخدم من منبره أجندة ما ويطبل لجهة محددة لأننا نعرف توجهات قناة الجزيرة والذين يعملون فيها ومهما حرّف التاريخ ومهما غالط ومهما نكّل وقزّم أحمد معلول الشخصيات العربية الفذة لن ينال منها قيد أنملة لسبب بسيط وهو ان هذه الأسماء بالذات وهؤلاء الزعماء العظماء مكانتهم مرموقة وكبيرة في قلوب الملايين من الجماهير العربية الواسعة وستظل كذلك الى أن يرث الله الأرض ومن عليها وليشرب أحمد مقهور من البحر.