من جديد يكون عدد قليل جدا من المتراهنين في مسابقات التنمية الرياضية على موعد مع الثروة باعتبار أن مسابقة الأسبوع المنقضي لم يتوصل إلى فك رموزها سوى ثلاثة متسابقين هم أحمد الجوادي من القيروان والأزهر بن منصور من بنقردان وحمزة الغريبي من نفزة وهذا الأخير نجح في إدراك العمود الفائز بقصاصتين مختلفتين بما رفع نصيبه إلى الضعف ليتقاسم الجميع مبلغ 370 ألف دينار بالتمام والكمال وينال كل منهم ما يربو عن 90 ألف دينار باستثناء الفائز بقصاصتين الذي سيكون نصيبه قرابة 180 ألف دينار، وهي مبالغ من شأنها أن تغيّر حال المتسابقين المالي ووضعهم الإجتماعي من النقيض إلى النقيض. وللدردشة مع أصحاب الحظ السعيد الثلاثة كانت «الشروق» صبيحة الأمس في الموعد في شركة التنمية الرياضية. ماذا يمكن أن يعرف قرّاء «الشروق» عنكم؟ أحمد: أحمد الجوادي من القيروان موظف بمصنع التبغ بالقيروان أبلغ من العمر 55 سنة متزوّج ولي ولدان وبنتان. حمزة: حمزة الغريبي من مدينة نفزة بولاية باجة أشتغل في التجارة الحرّة وأبلغ من العمر 54 سنة ومتزوج. الأزهر : الأزهر بن منصور من مدينة بنقردان أبلغ من العمر 32 سنة تاجر ومتزوّج . هل أنتم متعوّدون على المشاركة في مسابقات التنمية الرياضية؟ أحمد: كانت مشاركاتي في ما مضى متقطعة وغير منتظمة، لكن هذه السنة إنطلقت في المشاركة مع إنطلاق الموسم وأسبوعيا أشارك بقصاصة أو بأكثر. حمزة: أنا ألعب بصفة منتظمة منذ قرابة 15 سنة إذ أن المشاركة في البروموسبور هي بمثابة الواجب عندي الذي لا أتخلف عنه أبدا. الأزهر: لست متعودا على اللعب في البروموسبور إذ أنني ألعب بالكيف ولا أخصص للمشاركة مبالغ كبيرة فهي في حدود الدينار أو الدينارين في الأسبوع لا أكثر. وهل تمكنتم من الفوز سابقا؟ أحمد: تمكنت من الفوز في مناسبة وحيدة فقط خلال بداية التسعينات لكنها لم تدرّ عليّ سوى ستة دنانير لا أكثر باعتبار أن عدد الفائزين بلغ وقتها 22 ألف فائز. حمزة: لم أفز طيلة السنوات الطويلة التي لعبت فيها إلا في مناسبات قليلة جدا تعدّ على أصابع اليد الواحدة، منها مرتين في المسابقة العالمية هذا الموسم لكن المرابيح كانت ضعيفة للغاية لكثرة الفائزين في المناسبتين اللتين وفقت في التكهن بالعمود الفائز فيهما. أما هذه المرة فكان الخير «بالبالة» إذ لعبت بورقتين تضمن كل منهما العمود الفائز بما جعل نصيبي قرابة 180 مليونا عدّا ونقدا. الأزهر: إطلاقا لم يسبق لي أن فزت في السابق وهذه أول مرة وقد كانت «عامرة» والحمد لله. ماذا قررتم أن تفعلوا بهذه المبالغ الكبيرة؟ أحمد: سأقوم في البداية بإدخال تحسينات على منزلي وتسديد بقية ثمنه باعتبار أنني اقتنيته بالسلفة إلى جانب شراء سيارة. حمزة: سأوسّع مجال تجارتي التي أشتغل فيها صحبة أشقائي بما يزيد في إنتعاشتها، وسأقتني سيارة «ونفرهد الصغيرات». الأزهر: سأعمل على تطوير تجارتي وتوسعتها لأنها هي رأس مالي الحقيقي، مع شراء سيارة. كيف كانت الأجواء داخل العائلة بعد علمهم بفوزك بهذا المبلغ الهام؟ أحمد: فرحة كبيرة جدا فالمبلغ ضخم ومعتبر. حمزة: لا يمكن لأحد تخيّل حجم فرحة العائلة ليلة الأحد فالملايين كثيرة جدا وقد بقينا ساهرين إلى الصباح فقد طار النوم عن جفون الجميع. الأزهر: العائلة فرحت بشكل كبير باعتبار أن قيمة الربح هامة جدا ويصعب أن تتكرر، فالأمر أقرب إلى عدم التصديق. ... وفي العمل؟ أحمد: تصوّر شخصا يكون «شهّارا» وبين ليلة وضحاها يصبح «مليونيرا»، فالجميع لا يتحدثون إلا عنك ولا يرغبون في الجلوس إلا إليك ولا تحلو لهم صحبة إلا معك، فقد صرت موضع إهتمام الجميع في العمل. حمزة: الحمد لله الجميع يحبونني كثيرا بحكم أن علاقتي متميّزة مع كل من أعرف لذلك كانت فرحتهم كبيرة لي وأنا بالمناسبة أشكرهم. الأزهر: نفس الشيء فأصدقائي فرحوا لي كثيرا كل منهم إعتبر نفسه هو الفائز. وكم سيكون «مبروكهم»؟ أحمد: لو «خلصت» المبروك على الجميع ولكلّ من طلبه لما بقي من المبلغ شيئا. حمزة: المبروك ضروري ولا مفرّ منه، وسأخصص جزءا معيّنا من المرابيح له. الأزهر: سأذبح لهم علوشا ليأكل الجميع المبروك. والعائلة ماذا سيكون نصيب كل فرد فيها؟ أحمد: ستنالهم «البركة» جميعا، أما «المادام» فسيكون نصيبها شيئا من الذهب فهي تستحقه لافتقادها له ولتضحيتها معي. حمزة: مبدئيا لم يتم إقرار شيء لكنني وعدتهم أن كل من يريد شيئا سيناله. الأزهر: عائلتي وأقصد الوالد والوالدة والزوجة هم كلّ رأسمالي، ولئن لم يتقرّر بعد «مبروكهم» فإن نصيبهم محفوظ بدون أدنى شك ولا يمكن «اللعب» به مطلقا . كم كان المبلغ الذي لعب به كل منكم في هذه المسابقة؟ أحمد: شاركت بخمس قصاصات بلغ مبلغها الجملي 26 دينارا، وبلغ ثمن القصاصة الفائزة 6250 مليما. حمزة: لعبت بقصاصتين قيمة الأولى 57 دينارا وقيمة الثانية 156 دينارا وتضمّنت كلاهما العمود الفائز بما جعل نصيبي مضاعفا. الأزهر: لعبت بقصاصة واحدة ثمنها 5650 مليما. وهل ستواصلون المشاركة في التكهنات الرياضية؟ أحمد: طبعا سأواصل لأن البروموسبور بات عندي بمثابة «الحشيشة» حمزة: وهل في ذلك شك وقد إقتنيت بعدُ عدة قصاصات لهذا الأسبوع وهي في جيبي حاليا. الأزهر: مبدئيا ستكون لي وقفة هي بمثابة وقفة المحارب وبعدها «يعمل الله دليل».