تعيش بلادنا هذه الأيام نفحات عيد الاستقلال العطرة الذكية.. وهي نفحات اذكاها الرئيس بن علي بخطاب قيّم أفاض فيه في التأكيد على ضرورة التحلي باليقظة والروح الوطنية الصادقة للحفاظ على هذا المكسب العزيز علينا جميعا.. والذي دفع في سبيل تحصيله وتحويله إلى واقع ننعم به اليوم اباؤنا وأجدادنا ضريبة الدم والمعاناة والمكابدة، حتى تمكنوا من دحر المحتل وإعلاء راية الحرية والانعتاق في هذه الربوع.. وقد أكد رئيس الدولة في هذا الاتجاه ان «المحافظة على الاستقلال لا تقل شأنا عن نيله والتضحية في سبيله، وان التفاني في دعم مناعة تونس لا يقل شرفا عن الكفاح في سبيل تحريرها وبناء دولتها».. وهذا كلام صادق بليغ ينفذ إلى عقل وقلب ووجدان كل تونسي وكل تونسية ويحمّلنا جميعا مسؤولية العمل الجاد للحفاظ على هذا المكسب.. والتحفز للذود عنه ودعم مناعة تونس.. وبالفعل، فالاستقلال ليس ذكرى بعيدة وليس مكسبا تحقق وكفى.. الاستقلال نسمات حرية وانعتاق نتنفسها كل لحظة.. والاستقلال نفحات عز ونخوة وكرامة نستنشقها كل حين.. والاستقلال مسؤولية تقع علينا جميعا وأمانة كتب علينا تحملها جميعا.. ولأن الاستقلال في هذه القداسة فإن الحفاظ عليه هو واجب يومي يدعونا لبذل الغالي والنفيس في سبيل دعمه والحفاظ عليه.. وهو واجب يمر أولا وقبل كل شيء بالولاء لتونس ولتونس وحدها.. وبالاخلاص لها ولها وحدها.. وبالامتناع عن تشويه صورتها أو محاولة الاستقواء عليها بالأجنبي.. لأن هذا الطريق هو طريق إلى الجحيم في زمن باتت فيه نزعات الهيمنة ومحاولات التدخل في الشأن الداخلي للدول محاولات مكشوفة ومعلنة.. وباتت تجد من ينظّر لها ويبحث عن أدوات تنفيذها واستهداف سيادة الدول واستقلالها.. ان الاختلاف في العمل السياسي أمر مقبول وهو مكفول بالقانون ومكرّس في دستور تونس الحديثة.. لكن هذا الاختلاف يأتي بعد الاتفاق على الثوابت الوطنية يثري ويضيف ويزيد في دعم البنيان وفي مراكمة المنجزات والمكاسب.. هذا الاختلاف من أجل تونس لا يجب أن يتحول إلى خلاف على تونس لأنه يصبح معول هدم وأداة تخريب.. وهذا خط أحمر لا يقبل به أحد ولا يرتضيه أحد لتونس التي تجمعنا وتأوينا جميعا.. والتي تعطينا كل الأسباب للاعتزاز، بالانتماء إلى تربتها والانضواء تحت رايتها والتحفز الدائم للذود عن حياضها وعن مكاسبها وفي طليعتها استقلالها وحرية شعبها.. إنها رسالة واضحة من رئيس الدولة.. اليد ممدودة والقلوب مفتوحة لكل أبناء تونس.. والمجال مفتوح للجميع لدعم البنيان واثراء المكاسب وتجذير تجربتنا الرائدة.. كل ذلك من منطلقات وطنية صرفة ولغايات وطنية خالصة.. تصبّ كلها في خانة تحصين الاستقلال وابقاء راية تونس عالية، شامخة، خفّاقة بين الأمم إلى أن يرث اللّه الأرض ومن عليها.