بدأت أنظار الشارع العربي تتجه الى مدينة سرت الليبية التي ستحتضن أشغال القمة العربية. ورغم ان مؤسسة القمة العربية فقدت شيئا من أهميتها لدى نسبة هامة من الشارع العربي في السنوات الأخيرة نتيجة البون الذي بدا شاسعا بين قراراتها وانتظارات الشعوب العربية، فإن الأجواء العربية الراهنة والتهديدات الصهيونية بتهويد مدينة القدس وبالاعتداء على بعض البلدان العربية، اضافة الى المشاكل الداخلية التي يعيشها أكثر من قطر عربي والخلافات المتواصلة بين عديد البلدان، أعادت لدى الكثيرين أملا جديدا بأن يروا القمّة العربية تلعب دورا هاما وشجاعا في الدفاع عن المقدسات والأراضي العربية وفي تنقية الأجواء العربية. وقد تكون أهمية الملفات المطروحة على أعلى الاجتماعات العربية والظرف الطارئ التي تمرّ به الأمة العربية وراء قرار التمديد بيوم في أشغال القمة بما يتيح للرؤساء والملوك مزيدا من الوقت لدراستها ومحاولة الخروج بقرارات وفاقية وعقلانية. ورغم أن عددا من الرؤساء والملوك لن يحضروا أشغال القمّة فإن ذلك قد لا يؤثر كثيرا على أشغالها وقراراتها والاجماع المنتظر حول أبرز نقاط جدول أعمالها وأساسا مسألة القدس وعودة المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية بلا شروط. وفي الحقيقة فإن رئاسة الزعيم الليبي معمّر القذافي للقمة في هذه الفترة بالذات قد تكون مفيدة وتضمن نجاح أشغالها ونجاعة قراراتها. فالقائد الليبي، أقدم الرؤساء والملوك العرب وأكثرهم حضورا للقمم، كان متميزا في كل مشاركاته واقتربت مواقفه من نبض الشارع العربي وانتظاراته، وهو يحظى باحترام أشقائه العرب ويبدو قادرا على التقريب بينهم لتكون قرارات قمّة سرت تاريخية. وفي الحقيقة فإن القائد الليبي سيجد الى جانبه أخاه الرئيس زين العابدين بن علي الذي تميزت مواقفه ومشاركاته في القمم العربية بالحكمة والرصانة والتبصّر وبعد النظر والحرص على تنقية الأجواء العربية ودعم التشاور والتعاون بين كل البلدان العربية وإقامة أسس تنمية اقتصادية تمثل ضمانة للاستقرار وتحسين الظروف الحياتية والمعيشية للشعوب العربية.