حوّلت شرطة الاحتلال الصهيوني منذ يوم أمس مدينة القدس الى ثكنة عسكرية وفرضت عليها اغلاقا كاملا في الوقت الذي بدت فيه جماعات يهودية متطرفة عازمة على اقتحام المسجد الأقصى، الأمر الذي يهدّد بتفجر الوضع من جديد في المدينة. وقال المركز الفلسطيني للاعلام إن قوات شرطة الاحتلال حولت مدينة القدس إلى ثكنة عسكرية حيث تنتشر بصورة مكثفة في كل أنحائها مشيرة الى أن الجنود أغلقوا جميع الطرقات المؤدية الى المسجد الأقصى والمدينة بصفة عامة ومنعوا عشرات الحافلات التي تقل فلسطينيين من داخل أراضي ال48 من دخول باحة الأقصى. اقتحام الأقصى واندلعت مواجهات صباح أمس بين شبان فلسطينيين والجماعات الصهيونية المتطرفة التي حاولت اقتحام الأقصى على نحو منظم، وأكدت مصادر فلسطينية أن هذه الجماعات دخلت الى باحات المسجد المبارك من بوابة المغاربة وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال. وقال حراس المسجد الأقصى المسلمون في حديث لاذاعات فلسطينية إن «الاقتحامات تتم على شكل مجموعات مصغرة من اليهود المتطرفين ولكنها بشكل مكثف وتقوم هذه الجماعات بالتجول في باحات الأقصى وساحاته ومرافقه المختلفة». ويخشى أهالي القدس أن تكون هذه الاقتحامات مقدمة لاقتحامات أوسع في الأيام المقبلة في ظل تصاعد الدعوات من قادة الجماعات اليهودية المتطرفة لأنصارها للمشاركة في «احتفالات» ما يسمى ب«ذبح القرابين» في عيد الفصح اليهودي في باحات المسجد المبارك. وفي هذا الاطار دعت حركة «أمناء الهيكل» اليهودية المتطرفة الى تنظيم مسيرة للصهاينة باتجاه المسجد المبارك والذي تسميه «جبل الهيكل» في الأول من أفريل المقبل «لهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه». التميمي يحذر ومن جانبه دعا قاضي قضاة فلسطين ورئيس الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات الشيخ تيسير رجب التميمي المواطنين الفلسطينيين في جميع مواقعهم للتوجه الى المسجد الأقصى لحمايته. وحث التميمي في ندائه الذي نقلته محطات إذاعية فلسطينية على نحو خاص أهل القدس والعرب في أراضي ال48 على شد الرحال الى المسجد الأقصى للتصدي لمحاولات اقتحامه التي يعد المتطرفون اليهود لتنفيذها. وقال الشيخ التميمي إن «هذا المسجد يحتضر الآن بفعل الأخطار التي تتهدده من قبل سلطات الاحتلال والجماعات اليهودية والارهابية». وأكد أن «هذه الجرائم التي يقوم بها الاحتلال الصهيوني تتواصل على مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومنظماته الأممية والحقوقية والقانونية وهي محاولة منها للمساس بعقيدتنا ورموز ديننا ومقدساتنا». حملة صهيونية للاسراع بهدم «الأقصى» القدسالمحتلة (وكالات) أطلقت جماعات اليمين الصهيونية حملة دعت من خلالها الى الاسراع في هدم المسجد الأقصى المبارك والاسراع ببناء الهيكل المزعوم. وقالت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في بيان لها إن ما يسمّى بمنظمة «أرض اسرائيل لنا» بدأت بحملة دعائية تتمثل في تعليق صور كبيرة على نحو 200 حافلة من حافلات شركة «ايغد» كبرى شركات المواصلات الاسرائيلية في القدس، تحمل صورة الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى. وأضاف البيان إن «الصور تشمل شعارا يقول فليبنى الهيكل بأسرع وقت في أيامنا هذه» مشيرا الى أن الحافلات المعنية بهذه الحملة تتجول في أنحاء مدينة القدس. وحذرت المؤسسة من أبعاد هذه الحملة التي تدعو صراحة الى هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه، مؤكدة أن «هذه الحملة تدل على الجنون الاسرائيلي المتصاعد في كل اتجاه لاستهداف المسجد الأقصى المبارك». ولفتت الى أن هذا الاعلان يتزامن مع حملات ومسارات تهويدية واسعة أعلنت عنها منظمة «العاد» تحت مسمى «الحديقة الوطنية في مدينة داود» وهو المسمّى الصهيوني لبلدة سلوان جنوب الأقصى.