احتضنت مدينة سوسة مؤخرا المهرجان الجامعي الدولي للموسيقى في دورته الخامسة وذلك بمشاركة مجموعات موسيقية طلابية من تونس ومصر والأردن واليونان وبلجيكا وتركيا ومالطا وقد قدمت الفرق المشاركة عروضها في فضاء قصر الرباطسوسة اضافة الى سهرات أخرى في بعض المناطق المجاورة لمدينة سوسة. «الشروق» واكبت بعض فعاليات هذا المهرجان وتحادثت مع مديره السيد رشيد نجاح وهو في نفس الوقت مدير المركز الثقافي الجامعي يحيى بن عمر بسوسة وكذلك مع بعض ضيوف هذه التظاهرة الموسيقية المتميزة : ** السيد رشيد نجاح مدير المهرجان : ببلوغه دورته الخامسة فإن المهرجان الجامعي العالمي للموسيقى يطالب بأن يرتقي بمستوى العروض والمشاركات وهو ما تحقق في هذه الدورة اذ رأينا مجموعات طلابية تقدم موسيقى متنوعة تنتمي الى تقانات مختلفة وهو عين ما نطمح اليه من خلال تنظيم هذا المهرجان كل سنتين إذ أن الهدف الأول هو أن يلتقي هذا الجمع من الشباب من أنحاء مختلفة من العالم وأن تمتزج الثقافات من خلال اختلاط بعضهم ببعض ومن خلال تقديم أنماط موسيقية مختلفة باعتبار أن الموسيقى هي احدى السمات المميزة لكل ثقافة أما عن توقيت المهرجان فهو موعد مدروس إذ أنه لم يكن ممكنا بتاتا تنظيمه أثناء السنة الجامعية نظرا لانشغال الجميع بالدراسة وحتى الدول المشاركة لا يمكنها أن تضمن مشاركة طلبتها لنفس السبب لذلك اخترنا شهر جويلية رغم تزامن المهرجان مع عديد التظاهرات الثقافية الأخرى وهو أمر قد يؤثر سلبا على أصداء المهرجان في رسائل الاعلام خصوصا ولكن يبقى هذا الموعد هو الأقرب للواقع. ** الأستاذ الدكتور عبد الله المنيزل رئيس الوفد الأردني نحن نشارك بكورال الجامعة الأردنية وجميع أعضاء البعثة هم من الطلبة وقد سبق لنا أن شاركنا في مهرجانات في عمان وبلجيكا وتركيا ومصر ونحن نقدم أنماطا من التراث الأردني وقد لاقت عروضنا اقبالا كبيرا حيثما عرضنا في تونس أما عن المهرجان فهو فرصة حقيقية للالتقاء بشباب من أنحاء مختلفة من العالم والمؤمل أن يزداد عدد الدول المشاركة في الدورات القادمة لا سيما وأن تونس قادرة على احتضان مثل هذه المبادرات وأغتنم هذه الفرصة لأقول دون مجاملة ان بلدكم جميل جدا ولم أكن أتوقع أن أجد بلد عربيا بمثل هذا التحضر والتطور بقي أن أشير اشارة عابرة تتعلق ببعض النواحي التنظيمية مثل ضرورة تنظيم رحلات للمشاركين في المهرجان لمعرفة جهات أخرى غير سوسة وهو أمر ممكن ولا يتطلب غير توفير بعض وسائل النقل. ** الأستاذة الدكتورة ايناس عبد الدايم مديرة الأركستر السمفوني بالقاهرة : نحن نشارك في هذا المهرجان بمجموعة من الطلبة المختصين في الموسيقى السمفونية وأغلبهم من عازفي آلات النفخ الغربية وقد قدمنا خلال عروضنا أنواعا من الموسيقى لكبار الموسيقيين العالميين وكذلك عددا من الأعمال المصرية أمنها 18 شابا وشابة أما عن تونس فقد جئتها ثلاث مرات وشاركت في مهرجان للموسيقى النسائية في العاصمة وفي كل مرة آتي إلى تونس أحس بأن أشياء كثيرة تغيرت نحو الأفضل وأنا أحس هنا أني بين أهلي نظرا للتشابه الشديد بين الشعبين التونسي والمصري ويبقى الهدف الأول من مشاركتنا هو توفير فرص التلاقي لشباب تونس وشباب مصر خصوصا وأن المهرجان ينتظم في العطلة الصيفية. أحيي مرة أخرى منظمو المهرجان وخصوصا الأستاذ رشيد نجاح الذي سخر وقته وجهوده بالكامل لانجاح هذا المهرجان. ** الدكتور طارق مهران عازف وقائد بالاركستر السمفوني وأستاذ بأكاديمية الفنون بالقاهرة : إنها أول مرة أزور فيها تونس وقد أعجبت بمستوى المشاركات في هذا المهرجان ثم ان تنوع الأنماط الموسيقية المقدمة هو عنصر اثراء في حد ذاته لهؤلاء الطلبة الذين لا زالوا في البداية ونحن مطالبون كل من موقعه بتوفير مثل هذه الفرص أمامهم. لقد زرت بعض المناطق السياحية هنا عندكم وأعجبت بها اعجابا شديدا وقد لمست خصوصا أن الشعب التونسي شعب متعلم ومتفتح ويمكن اعتبار تونس ومصر رائدتين في العالم العربي في كل ما يتعلق بتكوين الإنسان واعتباره الثروة الأولى والأخيرة فاذا توصلنا لنحت انسان واع ومثقف فإن كل الأهداف تصبح سهلة التحقيق، مرة أخرى أحيي تونس وشباب تونس والى لقاء في مصر. ** بول مارون : ملحق عام بديوان الخدمات الجامعية ببلجيكا وعازف : أنا عنصر ضمن مجموعة Convergence التي تقدم اللون البلجيكي القديم اضافة الى أغان من بلجيكا ومن الدول الأوروبية المجاورة وقد قدمنا عروضا في قصر الرباط وهو فضاء طبيعي للعروض الموسيقية الناجحة اضافة الى طابعه التاريخي الذي يضفي على العروض الموسيقية نوعا من القداسة المستوحاة من تاريخ المكان اما عن تونس فقد زرنا أماكن عديدة فيها وقد أعجبت خصوصا بجزيرة الأحلام جربة وأتمنى أن نقدم عروضا أخرى في أماكن عديدة من بلادكم. ** اين سمارس من بلجيكا : جئت سنة 2000 الى تونس وقدمت فيها عروضا هي مزيج من الجاز وبعض موسيقى الأفلام الشهيرة وهو عين ما قدمته خلال هذه الزيارة أنا أحبذ مثل هذه اللقاءات الطلابية خصوصا اذا كانت مطبوعة بطابع التلقائية التي تميز الشباب وتجعل الالتقاء بين طلبة من ثقافات مختلفة أمرا ايجابيا بل ضروريا لكي نقترب من بعضنا كبشر مع احترام خصوصيات بعضنا البعض.