يزعم البعض منا أننا ربما نكون في طليعة الشعوب المقتصدة في الطاقة في المعمورة لا تذهبوا بعيدا فالطاقة هنا لا هي كهربائية. ولا نووية ولا مائية ولا هوائية، ولا شمسية ولا فحمية، ولا هي الطاقة الشرائية، ولا هي طاقة استيعاب البال للأحوال، انها باختصار طاقة العمل. الزاعمون كذب الله زعمهم يزعمون أننا بارعون ومتخصصون تخصصا أكاديميا في الاقتصاد في هذه الطاقة بالذات ومهما يكن من أمر كذب أم صدق هولاء الزاعمون فإننا في حاجة الى طاقات بديلة تعزز طاقاتنا الذاتية ليس لمزيد العمل وبذل الجهد والكد والجد، وانما لحماية البيئة الأسرية وسلامة المحيط العائلي من التلوث التربوي والأخلاقي واللغوي الذي بات يغزو ديارنا من أكثر من قناة تلفزية واذاعية عندنا تسعى من حيث لا تدري وربما تدري الى أن تجعل من عقول الناشئة وحتى الكبار مصبات غير مراقبة للزبالة المعرفية المهجنة والمستوردة لهجة وأخلاقا وقيما ومنطقا والمتبناة من طرف أزلام النجوم في الكرة والفن ومحاكاة العولمة وهم لا يعرفون منها شيئا ولا يعلمون، فلا غرابة ان سمعت من يقرئك السلام والتحية بأنقليزية باعة الأفيون في «الشيكاغو». ولا أحد من عامتنا يدري ان كان هذا الثلوث المنقول عبر الفضاء مباشرة قد بلغ الذروة أم تجاوزها أم لم يصلها بعد؟ من المهم أن نعرف الجواب ولكن الأهم أن نشرع في حملات نظافة بكل طاقاتنا دون اقتصاد فيها وكل حسب جهده وطاقته ولو حتى بالضغط على زر التلفاز أو المذياع، وهو أضعف الايمان بالنظافة.