قام الصندوق الوطني للتأمين على المرض خلال الفترة الأخيرة بعملية سبر آراء لتحديد درجة رضى الحرفاء عن مختلف الخدمات المسداة من طرف المراكز الجهوية والمحلية. وتنكب الأطراف المكلفة بهذه العملية حاليا على تجميع المعطيات الاحصائية وتحليل النتائج التي ستكون مرجعا جديدا تبني عليه استراتيجيات «الكنام» في مجال توفير الخدمة الجيدة للحريف أينما كان. وهي أول مبادرة يقوم بها هيكل من هياكل الضمان الاجتماعي لتندرج في اطار خطة شاملة لتحسين جودة الخدمات وتطويرها. هاجس ان كان هاجس المواطن هو الحصول على الخدمة الجيدة كالتخفيف من الاكتظاظ بالمراكز وتقليص آجال استرجاع المصاريف فإن مصادر «الكنام» تؤكد أن تحسين جودة الخدمات هو هاجسها أيضا سيما أنها تستقبل ما يزيد على 6 ملايين منخرط سنويا بمختلف مراكزها. كما تلقى حوالي 2 مليون بطاقة استرجاع مصاريف خلال 2009. وهذا العدد الهائل من الطلبات دفع بالصندوق الوطني للتأمين على المرض الى تعزيز المراكز الموجودة حاليا وعددها 51 مركزا ببعث ثلاثة مراكز جديدة بالجم والمتلوي وجمال وذلك وفقا لخطة تم تحديدها بصفة تدريجية منذ سنة 2009، وذلك فضلا عن المكاتب المتنقلة وهي تتواجد بالبلديات والأسواق الأسبوعية لتقريب الخدمة من المواطنين القاطنين بالمناطق النائية وشرعت «الكنام» في تركيز منظومة اعلامية جديدة ومتطورة تستجيب لطموحات المواطن. وينتظر أن تكون جاهزة للعمل خلال سنة 2012. والهدف من هذه المنظومة هو التخفيض شيئا فشيئا من استعمال الوثائق ومن نسبة التردد على مراكز الصندوق للوصول الى مرحلة استعمال صفر ورق والاعتماد على بطاقات استرجاع مصاريف الكترونية في غضون 2014. ولعل تطور التجربة التونسية جعلت بلادنا مثالا يحتذى به حيث توافد خلال الثلاثية الأولى ل 2010 أربعة وفود أجنبية للاستئناس بهم. كما شارك السيد الأسعد زروق الرئيس المدير العام للصندوق مؤخرا بأشغال الملتقى الدولي حول أنظمة الضمان الاجتماعي الذي إلتأم بالعاصمة المغربية حيث ثمّن الخبراء الدوليون الذين حضروا هذا الملتقى تجربة تونس في هذا المجال ونجاحاتها خصوصا في تجسيم منظومة حديثة للتأمين على المرض وبلوغها نسبة تغطية اجتماعية تضاهي نسب البلدان المتقدمة، ببلوغها نسبة 95% حاليا والسعي الى أن تصل الى 98% قبل سنة 2014 وفقا للبرنامج الرئاسي.