قتل جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس قياديا في كتائب «القسام» الجناح العكسري لحركة «حماس» بعد 6 سنوات من الملاحقة، وحمّلت «حماس» السلطة الفلسطينية مسؤولية هذه العملية ورأت أنها ثمرة من ثمرات التنسيق الأمني مع الاحتلال وسط مخاوف من أن يمثّل هذا الاغتيال مقدمة لمزيد من التصعيد الصهيوني. فقد أكد شهود عيان أن قوات الاحتلال طوّقت فجر أمس منزلا في بلدة بيت عوّا غرب الخليل تحصّن فيه القيادي في كتائب «القسام» علي السويطي، مؤكدين أن تبادلا لاطلاق النار جرى في محيط المنزل. جريمة جديدة وقال متحدث باسم جيش الاحتلال إن قوة من حرس الحدود يؤازرها جنود وأعضاء من جهاز الأمن الداخلي (شين بيت) عمدت الى تصفية السويطي بعد 6 أعوام من المطاردة. وأضاف البيان أن السويطي شارك في هجوم قبل 6 سنوات أسفر عن مقتل عنصر في جهاز حرس الحدود التابع لشرطة الاحتلال. من جهتها حمّلت حركة «حماس» اسرائيل والسلطة الفلسطينية المسؤولية عن اغتيال السويطي واصفة هذه العملية بأنها «ثمرة خبيثة من ثمار التنسيق الأمني». وقال المتحدث باسم «حماس» سامي أبو زهري إن اغتيال القائد القسّامي «جريمة خطيرة تأتي في سياق سعي الاحتلال الى تصفية قوى المقاومة، وخاصة كتائب القسام في الضفة». وأكد القيادي في «حماس» فوزي برهوم من جانبه أن اغتيال السويطي «مجرد حلقة من مسلسل الجرائم البشعة التي تنفذها دولة الاحتلال وتستند فيها على عقيدة عنصرية نازية تريد قتل كل ما هو فلسطيني». وحذّر برهوم من «خطورة التنسيق الأمني المرتبط بالبرنامج السياسي والارتهان الكامل لما جاء في خارطة الطريق بخصوص القضاء على المقاومة وإنهاء الكفاح المسلح». وأكد برهوم أنه رغم هذه الجريمة فإن المقاومة لاتزال مشتعلة وأن الشعب الفلسطيني سينتفض في وجه الاحتلال، حاثّا المقاومة على تصعيد فعلها والرد بقوة على جرائم الاحتلال. مخاوف من التصعيد وبعد هذه العملية التي أعقبتها اشتباكات مع قوات الاحتلال أدّت الى إصابة 10 فلسطينيين بجروح متفاوتة، أكد القيادي في حركة «الجهاد الاسلامي» خالد البطش أن هذه العملية ما هي إلا محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وإجباره على القبول بتسوية يضم الاحتلال خطوطها العريضة ودفع شعبنا الى الاستسلام». وشدد البطش على أن «ذلك لن يحدث فمثل هذه الاغتيالات تزيدنا ثباتا وإصرارا على مواصلة المقاومة». واعتبر القيادي في «الجهاد» أن هذه العمليات ما هي إلا مقدمة لعدوان جديد سيقوم به الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني مشيرا الى أن الرد الأفضل على هذا العدوان يكمن في إعادة وحدة شعبنا ورأب حالة الصدع والتمسك بخيار المقاومة للرد على هذا العدو بشكل موحد. ورأى البطش أن «اسرائيل تصعّد من عدوانها ضد شعبنا عندما يكون هناك حراك سياسي، متوقعا في الوقت ذاته مزيدا من التصعيد على شعبنا في ظل الحراك السياسي الحاصل هذه الأيام» حسب قوله.