حقق مستقبل قابس صعوده الى الرابطة الاولى وانطلقت الأفراح داخل كل بيت من بيوت، أحباء «الجليزة» ليس في قابس فقط بل في كل المدن وصولا الى العاصمة وحتى في عواصم أوروبية على غرار باريس وروما والاحتفال الرسمي مبرمج نهاية الاسبوع داخل الملعب بمناسبة لقاء الجولة الاخيرة وسيكون جماهيريا ورسميا وسيختتم بسهرة على أنغام الفن الشعبي مع حبّوبة. نحن نقدّر فرحة الأحباء بهذا التتويج الذي حصل بعد غياب «الجليزة» لمدّة 15 سنة عن أجواء النخبة ونعرف أيضا أن الموسم مازال لم ينته بعد لكننا لا نريد لهيئة «الجليزة» أن تغرق في الافراح وتقبل التهاني وتنسى أنها مقبلة على مرحلة جديدة صعبة تتطلب العمل الجاد والتحضير المبكّر وكل ما يستوجبه ذلك من توفير للرجال والأموال. مسؤولية هيئة «الجليزة» ستكبر لأنها مطالبة بعد الوصول للقمة بالبقاء هناك ضمن الكبار وهو مطلب شعبي ينادي به الجميع «تذكرة الصعود يجب أن تكون بدون عودة». لماذا يخطط الجريدي؟ أفراح أحباء «الجليزة» لم تكن حاجزا أمام نشاط الرئيس رياض الجريدي ونباهته اذ يبدو وبكل بساطة أن هذا الرئيس كان واعيا بما ينتظره من مسؤولية ومباشرة اثر تأكّده من ضمان الصعود بدأ يخطط للمرحلة القادمة بكل ما فيها من استشارات واتصالات و«تحالفات»، الجريدي قال انه ورغم عدم تأكّده من البقاء في سدّة الرئاسة فإنه سيعمل وكأنه باق وسيخطط وينتدب ويدفع وستسير كل الأمور بالسرعة المطلوبة حتى وإن رحل فسيكون مرتاح البال وهو يترك الفريق جاهزا عند ضربة البداية. رياض الجريدي يعرف جيّدا أن مصاريف الموسم القادم ستكون مضاعفة وهو غير مستعد لمواصلة ضخ الأموال والجميع يتفرّج وقد غاب دعم الأحباء والميسورين والمدعمين وحتى المؤسسات الكبرى. «الجليزة» وصلت الى قسم النخبة ولابد للجميع ان يساهم في «دفع الفاتورة» وجاء الدور بصراحة على المجمع الكيميائي أن يتحمّل قسما مهما ويكون المدعم الأول والأكبر. تعزيز الرصيد البشري المعروف والثابت أن أغلب العناصر في فريق مستقبل قابس تنتهي عقودها في 30 جوان القادم وعلى هذا الاساس فإن الهيئة بدأت منذ مدّة في التفاوض مع بعض العناصر التي تراها قادرة على حمل زي الفريق في الرابطة الاولى ويبدو أن الامور تسير في هذا الاتجاه بفضل العلاقة الطيبة والحميمية بين رياض الجريدي وأغلب اللاعبين، وإضافة الى هذا التوجّه المبدئي فإن الرصيد البشري يحتفظ بعنصرين من أبرز العناصر وهما الأجنبيان مامادو بمبا وكلود قوندو اللذان يربطهما مع الفريق عقد لسنوات أخرى. أما الخطوة الرئيسية الواجب اتخاذها فهي انتداب لاعبين لهم الخبرة المطلوبة بالرابطة الاولى وبدونهم لن يستقيم وضع الفريق، وعلى هيئة «الجليزة» أن تأخذ العبرة من تجربة الشبيبة هذا الموسم والتي رغم ضمّها لعديد الشبان فإنها أقدمت على انتدابات قيّمة لها خبرتها وكان فعلا لها دورها في ضمان البقاء. وحسب ما بلغنا من أخبار جانبية فإن رياض الجريدي كثّف من اتصالاته بعديد الأسماء قصد استقطابها واقناعها بخوض تجربة مع الفريق. تعزيز مكتب الهيئة من بين الملاحظات التي لمّح لها عديد الاحباء حول ضمان النجاح في المرحلة القادمة هو ما يتعلق بالهيئة المديرة وضرورة تعزيزها بعناصر فاعلة لأن الانسجام الحاصل بين رياض الجريدي ونائبه الاول كمال عبد الناجي كان مهما في تحقيق النجاح لكن ذلك لا يمكن ان يخفي بعض المعوقات التي حصلت في بعض الفترات نظرا لمحدودية أعضاء مكتب الهيئة، الكل يرى ان الرابطة الاولى تتطلب استقطاب كفاءات قادرة على الاضافة. الكلمة لقدماء اللاعبين والمسيرين قصد استقصاء آراء مختلف الاطراف من الرياضيين حول مستقبل «الجليزة» وكيف يمكن أن يستقيم حاله ويتطوّر كان لابد من محاورة بعض القدماء من لاعبين ومسيّرين وتحاورنا مع فتحي عبد الناجي والحبيب الجريدي والحبيب المرزوقي ومنجي بن حامد ولطفي عبد الواحد ومحسن بوعزيزة... وكلّهم أكّدوا أن تجديد الثقة في الشاب رياض الجريدي وتدعيمه ماديا ومعنويا والالتفاف حول هيئته هو أقل ضمان للنجاح في الرابطة الاولى أما الخطوة الثانية فتتعلق بالمحافظة على أبرز العناصر من أبناء «الجليزة» ليكونوا سندا وروحا للفريق ثم احداث ادارة فنية لها خبرتها وقيمتها تكون المسؤول الاول عن الأمور الفنية.