كشفت تقارير إخبارية أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي أنهى أمس زيارة الى سوريا نقل رسالة طمأنة الى دمشق مفادها أن اسرائيل لن تهاجم سوريا هذا الصيف، وأبدى ميدفيديف رغبته في تعزيز التعاون مع سوريا في قطاعات النفط والغاز والطاقة النووية فيما حثّت دمشقموسكو على العمل على إيجاد حل ديبلوماسي لملف إيران النووي. ورأى مراقبون أن زيارة ميدفيديف الى دمشق تتعدى توطيد العلاقات بالحليف السابق للاتحاد السوفياتي في المنطقة، واعتبروا أن نفوذ موسكو في الشرق الاوسط سيكون رهنا بعلاقاتها مع سوريا التي تضطلع بدور متزايد في المنطقة. بيان مشترك وشدّد الرئيسان السوري بشار الاسد والروسي ديمتري ميدفيديف على ضرورة إقامة سلام عادل وشامل في الشرق الاوسط وحذّرا من حالة التوتر الخطير في المنطقة. وأكد الرئيسان في بيان مشترك أنهما يضعان في صدارة مشاوراتهما السياسية مسألة إيجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي يقوم على انسحاب اسرائيل من الجولان السوري المحتل وجميع الاراضي العربية الاخرى المحتلة حتى حدود الرابع من جوان 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة. وأعرب الرئيسان عن قلقهما العميق إزاء حالة التوتر الخطير في منطقة الشرق الاوسط جزاء استمرار الاحتلال الاسرائيلي. واعتبر الرئيس الروسي أن الوضع في الشرق الاوسط «سيء جدا» داعيا الولاياتالمتحدة الى أداء دور «أكثر إيجابية». وقال ميدفيديف إن «عملية السلام في الشرق الاوسط تدهورت وحان الوقت للقيام بشيء» محذرا من أن «الوضع الذي يزداد تفاقما يهدد بإحداث انفجار وكارثة» في المنطقة. مطالب روسية من جانبه دعا الرئيس السوري بشار الأسد روسيا الى الاسهام في جعل الشرق الاوسط منطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل وخاصة النووية مؤكدا أن سوريا تدعم الجهود لتقليص الاسلحة الاستراتيجية والحد من انتشارها. وقال الأسد في خطاب ألقاه بحضور ميدفيديف «نريد مساهمة روسيا في إيجاد حل ديبلوماسي لملف إيران النووي، رافضا أي مغامرة عسكرية، ستكون عواقبها كارثية على المنطقة والعالم». وثمّن الأسد «الجهود الكبيرة التي تبذلها روسيا من أجل إنجاح عملية السلام في الشرق الاوسط» معتبرا أن «مكانتها الدولية تؤهلها لأن تلعب دورا فاعلا للتوصل الى سلام عادل وشامل يعيد الحقوق الى أصحابها ويحقق الأمن والاستقرار في المنطقة». وأكد الرئيس السوري أن «منح الدول المؤثرة الحوافز المجانية لاسرائيل جعلها تتهرّب من الرضوخ لاستحقاقات السلام كما أن عدم وقوف المجتمع الدولي موقفا حازما تجاه سياستها تلك دفعها الى المزيد من الاعتداءات». والتقى الرئيس الروسي على هامش زيارته لدمشق برئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل. وأكدت مصادر روسية أن ميدفيديف دعا الى تحقيق المصالحة الفلسطينية وحل مشكلة الجندي الاسير في غزة جلعاط شاليط.