هو فنان برتبة مطرب آثر الكلمة العميقة والعمل بخطى ثابتة على الانخراط في الابتذال والشهرة المزيفة رافضا أن يكون مجرد ظاهرة صنفه البعض بالفنان الملتزم وآخرون بفنان الأغاني الروحية فيما يؤكد أن لا تصنيف للفنان غير الشعور بمسؤولية الموهبة والإبداع إيمانا منه أن الفن رسالة أو لا يكون. هذا هو الفنان عادل سلطان الذي قابل «الشروق» برفعة أخلاقه المعهودة وسعة ثقافته في حوار تعرض فيه إلى توجهاته الفنية وعدة مواضيع موسيقية بين الواقع والمستقبل عكست غيرته على هذا القطاع الذي يعمل لأجل إثرائه من خلال إنتاج جديد يتمثل في ألبوم غنائي سيرى النور قريبا وهذه تفاصيل تصريحه. من أين يمكنك تحديد بداية مشوارك الفني وهل هي الرغبة أم الصدفة جلبتك إلى عالم الموسيقى؟ لا أستطيع أن أحدد هذه البداية لا بزمان ولا بمكان ولم تكن ذاتي مؤهلة لذلك ولكن هو شعور نشأ عندي منذ الصغر ولم يفارقني فقد كنت قريبا جدا من العزف والإيقاع وأجسمهما بمختلف الوسائل والطرق كما قد يكون إلى جانب الوسط الفني الذي عشت فيه الإطار المكاني له دخل أيضا في شغفي بالموسيقى فأنا أصيل منطقة قرقنة وجدي من الأب شاعر ولازلت أحتفظ بمخطوطاته وجدي من والدتي عازف فلا يمكن من وسط هذه البيئة إلا أن أكون فنّانا. هل أنت فنان معارض للموجات الفنية السائدة أم تتناقض معها؟ أعتبر نفسي أعبّر عن انتمائي أما إنتاج هذا التعبير أترك الآخر يحكم عليه وينقده. أين تموقع ذاتك في المشهد الموسيقي عموما وكيف تصنف نفسك إن كنت تؤمن بالتصنيف في المجال الإبداعي؟ قد نتحدث عن مواصفات وكل ما أؤكده هي تجربة إبداع لا غير. هذه التجربة تجعلك داخل السرب أو خارجه؟ السؤال يطرح على هذا السرب لأني بصدد تجسيم مفهوم الإبداع، وأبقى أتساءل متى لهذا السرب أن يتفرق ويختص كل واحد بمواصفاته ليعبر بطريقته؟ وما الذي جعل هذا السرب يتواجد أصلا؟ ألا يتحمل الجمهور المسؤولية في ذلك؟ قد يكون ولكن الجمهور هو مفعول فهو مجرد مستهلك. لكن ألا يمكن إدراج ذلك ضمن حرية الأذواق؟ الفنان ليس حرّا بالدرجة التي يتصورها فهو مسؤول وهناك ضوابط معينة فحالة النشاز لا تدخل في باب الحرية. هل تزعجك بعض المقارنات؟ لا بتاتا الزمن هو الذي يحكم وكثافة الإنتاج تحكمها حاجة الناس إلى مواضيع هامة ولا يمكن تقدير قيمة الفنان إلا بعمله. إلى أي حد تؤمن بمصداقية النجومية؟ لا أرغب في النجاح المصطنع التاريخ يكتب من التاريخ ولا من الذهن فلست من هواة النجومية التي تبنى من لا شيء. هل تعتبر توجهك الفني مجازفة في حد ذاتها؟ لا أعتبر ذلك بحكم إيماني الشديد بما أنجزه وثقتي في هذه التوجهات النابعة من قناعات إني أؤمن ببركة الله. الجرأة أصبحت وسيلة لتفسير أو تبرير عدّة توجهات فنية فكيف تعرّف هذا التوظيف؟ الجرأة هي إظهار أمر ما على مقدار معيّن من علاقته بالواقع بعيدا عن المجاملة والجرأة أخلاق أو لا تكون فالفن وجد خدمة للإنسان وإن لم يشتغل في رحاب الأخلاق يصبح مضيعة للوقت ومن يقول عكس ذلك يغالط نفسه والآخرين لا لشيء إلا استسهالا للعملية الفنية قصد الشهرة المزيفة والمادة لا غير. ولكن هناك مبرّرات جمالية أيضا تحكم العملية الفنية حسب تفسيرات العديد؟ من يدّعي ذلك يتضارب مع نفسه ويعكس ازدواجية في الشخصية فلا يمكن أن يبرّر الانحراف الأخلاقي بالمقاييس الجمالية فالأخلاق مصدر للجمالية فهل الجمال في إظهار القبيح من الأفعال والأقوال أي جمالية هذه التي تروج للابتذال والتفسّخ! أنت من الذين يرفضون النمطية في الأعمال الفنية ألا تعتبر توجهك قد ينتج سربا آخر يقع في نمطية بشكل آخر وفي اتجاه واحد؟ هذا يدخل في اجتهادات الفنان فالتنوع ضروري ولكن دون تجاوز الحدود. من مِنَ الأسماء الفنية التي تتأثر بها؟ ليس بالتأثر وإنما أعجبت ببعض الأصوات. هل تعتبر الشهرة من أساسيات النجاح أم نتاج له؟ لا تستهويني حكاية الشهرة أشعر أني مسؤول على إيصال رسالة مع إيماني بفسيفساء الأمة وأعمال الفنان هي التي تشهره حسب جديتها ولو نتكلم عن الشهرة المزيفة فحتى المجرم يمكن اعتباره مشهورا أيضا فالأهم ليس الشهرة ولكن الشيء الذي يوصل إلى تلك الشهرة. هل سنراك في النسخة الجديدة من «أيام قرطاج الموسيقية»؟ هل هناك دورة؟! لو وجدت الإضافة لم لا.. هل تشعر بالمنافسة؟ لا توجد منافسة في الفن لكل زهرة رائحتها.