قال الرئيس السوري بشار الأسد إن طهران دعمت قرار دمشق المضي في مفاوضات غير مباشرة مع تل أبيب مشدّدا على أن واشنطن تسيء فهم المنطقة العربية برمتها وان بلاده ستعمل على إقناع «حماس» و«حزب اللّه» وايران بالاعتراف باسرائيل في حال تأكدت من استعادة أرضها ومن رغبة تل أبيب في العيش بشكل طبيعي. ونقلت شبكة «بي بي أس» عن الأسد تأكيده أن ايران ساندت المفاوضات السورية الاسرائيلية برعاية تركية عام 2008، على الرغم من عدم اعترافها بحق اسرائيل في الوجود. وأضاف أنه لا يظن أن اسرائيل تريد سلاما في الشرق الأوسط مشيرا الى أن الشعب الذي ينتخب حكومة متطرفة لا يريد السلام واستدرك بالقول إن هذا الأمر لا يعني أبدا أن دمشق ستوقف العمل من أجل السلام. وعبر عن رغبته في استئناف المحادثات بمساعدة تركية على الرغم من انعدام أي مؤشر اسرائيلي مماثل في هذا السياق. وشدّد الأسد على أن اسرائيل هي من تزعزع الاستقرار وليس «حزب اللّه» ولا أية منظمة أخرى تدافع عن نفسها. تحسن.. ولكن! وحول السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، اعتبر أنّ هناك تحسنا في العلاقات السورية الأمريكية على الرغم من أن إدارة الرئيس باراك أوباما تحتاج إلى القيام بالكثير حتى تكتسب ثقة سوريا. وأوضح أنّ الاهتمام الرئيسي للادارة الجديدة متمثل في كيفية استئناف مسار السلام في المنطقة. وأردف أنه إذا أرادت واشنطن أن تلعب دور «الحكم» فلا يمكنها ذلك وهي مصطفّة مع الجانب الاسرائيلي.. عليها أن تكون حكما محايدا وأن تكتسب ثقة مختلف اللاعبين. وتساءل في هذا الاطار إذا لم تكن لديك علاقة طيبة بسوريا. فكيف ستعتمد عليك دمشق كحكم؟ وأشار الى أنه مقتنع بأنّ أوباما يريد القيام بشيء إيجابي وأنه واثق أيضا بأنه «الكونغرس» سيسمح له بالقيام بما يسعى إليه مع سوريا. ورأى أن واشنطن لا تعي تماما المنطقة نظرا لأن ثقافة المنطقة مختلفة عن الثقافات الأخرى مضيفا أنه وبعد أحداث 11 سبتمبر يجب على الأمريكيين أن يدركوا تمام الادراك ما يحصل خلف المحيط. فالأمر ليس ما يفكر فيه الأمريكان ولكن ما نفكر فيه نحن. الفرصة الأخيرة وحول الملف النووي الايراني، ذكر الأسد أن طهران لا تسعى إلى تطوير قنبلة نووية مشددا على أن فرض عقوبات جديدة عليها قد يدفعها الى التراجع عن الاتفاق الذي توصلت إليه مع تركيا والبرازيل بشأن تبادل الوقود النووي. وأبرز أن على التركيز الدولي أن ينصب على اسرائيل باعتبارها الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. واعتبر أن الاهتمام الدولي بالملف النووي الايراني في غير محله.