مصر دشّنت... تونس تميّزت... السعودية فاجأت... الجزائر أمتعت والمغرب أوّل من عبر الدور الأول.. مع اقتراب الجولة الختامية للتصفيات المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا 2010 هناك أكثر من لقاء حاسم لتحديد المنتخبات التي ستحقق الترشح في بعض المجموعات وخاصة في مجموعة منتخبنا الوطني وانحصار رهان الترشح بيننا وبين نيجيريا مثلما هو الحال في مجموعة الجزائر ومصر واللقاء الحدث الذي سيحدّد أي المنتخبين سيمر إلى مونديال جنوب إفريقيا... رمنا أن نبحث في الموضوع من زاوية عربية من خلالها نطلّ على الحضور «العربي» في أكبر تظاهرة كروية كونية منذ انبعاثها سنة 1930 إلى غاية آخر مونديال في ألمانيا 2006. أول منتخب عربي كان له شرف المشاركة في نهائيات كأس العالم هو المنتخب المصري الذي شارك في النسخة الثانية التي احتضنتها إيطاليا سنة 1934 حيث لم تكن هنا مجموعات بما أن المنتخبات ال16 تلعب الدور ثمن نهائي مباشرة وقد واجه المنتخب المصري نظيره المجري وانهزم الفراعنة برباعية مقابل هدفين والطريف في الأمر أن ثاني مشاركة للمنتخب المصري جاءت بعد 56 سنة في إيطاليا سنة 1990. ومنذ دورة 1934 غاب العرب عن المونديال ولم يتمكنوا من تجديد العهد مع أكبر تظاهرة كروية في الكون إلا في دورة المكسيك سنة 1970 من خلال المنتخب المغربي الذي كان في المجموعة الرابعة حيث انهزم أسود الأطلس في نهائيين ضد ألمانيا (12) والبيرو (03) وتعادلوا في اللقاء الثالث أمام بلغاريا (11). تونس تُهدي العرب أول انتصار لمنتخبنا الوطني شرف تحقيق أول انتصار للكرة العربية في المونديال من خلال تلك الملحمة التاريخية التي صنعها منتخبنا بفوزه الباهر على المكسيك (31) وهزيمة ضد بولونيا (01) وتعادل ضد ألمانيا (00) وكان منتخبنا قريبا من تحقيق العبور إلى الدور الثاني... تماما على غرار المنتخب الجزائري في دورة إسبانيا 1982 عندما تأهل المنتخب الشقيق لأول مرة في تاريخه وكاد رابح ماجر وزملاؤه أن يمروا إلى الدور الثاني لولا تلك المؤامرة التاريخية التي «أخرجت» الجزائر بعد المباراة الشهيرة بين ألمانيا والنمسا.. وتجدر الإشارة إلى أن دورة إسبانيا 82 هي الأولى التي تشهد حضور منتخبين عربيين فإلى جانب الجزائر شاركت الكويت في أول حضور لمنتخب خليجي وتعادل المنتخب الشقيق أمام تشيكوسلوفاكيا (11) قبل أن ينهزم ضد فرنسا (14) وانقلترا (01). 3 منتخبات عربية في دورة 86 بعد أن شهدت دورة إسبانيا حضور عربي بمنتخبي الجزائر والكويت كانت الكرة العربية حاضرة أول مرة بثلاثة منتخبات في دورة المكسيك 1986 من خلال الجزائر والمغرب والعراق لأول مرة... وإذا ما اكتفى منتخبا العراق والجزائر بالدور الأول قبل أن يحقق المنتخب المغربي قصب السبق للكرة العربية التي مرت إلى الدور ثمن النهائي لأول مرة بفضل زملاء بادو زاكي وانتصارهم الباهر على البرتغال (31) وتعادلهم ضد انقلترا وبولونيا قبل أن ينسحبوا مرفوعي الرؤوس في ثمن النهائي أمام ألمانيا بهدف لوثر ماتيوس. الأولى للإمارات في دورة 1990 واستمر حضور الكرة العربية في المونديال في دورة إيطاليا سنة 1990 وجاء منتخب الإمارات العربية المتحدة لأول مرة إلى كأس العالم بقيادة نجمه عدنان الطلياني... وانهزم المنتخب الشقيق في لقاءاته الثلاثة ضد كولومبيا (02) وألمانيا (15) ويوغسلافيا (14) أما المنتخب العربي الثاني فهو المصري الذي تعادل مع هولندا (11) وارلندة (00) قبل أن ينهزم ضد انقلترا (01). بداية سلسلة المنتخب السعودي في دورة أمريكا سنة 1994 كان أول حضور للمنتخب السعودي في المونديال ووجد نفسه في المجموعة ذاتها مع شقيقه المغربي ومنذ أول مشاركة توفق زملاء العويران في كسب رهان العبور إلى الدور ثمن النهائي بعد انتصارين على المغرب (21) وبلجيكا (10) وفي تلك الدورة تحقق أجمل هدف في تاريخ المونديال بإمضاء عربي عندما سجل سعيد العويران هدفه الشهير... ويذكر أن المنتخب السعودي انهزم في ثمن النهائي أمام السويد (13). ومنذ دورة 1994 لم يتغيّب المنتخب السعودي عن المونديال بفضل مجموعة ممتازة من أبرزهم سامي الجابر الذي يملك رقما يصعب تحطيمه بمشاركته في المونديال خلال أربع دورات متتالية فبعد أمريكا 94 جاءت فرنسا 98 ثم كوريا واليابان 2002 وألمانيا 2006 قبل أن يفشل المنتخب السعودي في التأهل لمونديال 2010. من جهته منتخبنا الوطني نجح في المرور إلى المونديال في ثلاث دورات متتالية (1998 + 2002 + 2006). حضور مضمون لكن بكم من منتخب؟ دورة جنوب إفريقيا متأكد فيها الحضور العربي بما أن الحسم بين الجزائر ومصر سيؤهل أحدهما لكن بكم من منتخب ستكون الكرة العربية ممثلة في مونديال جنوب إفريقيا 2010.. كلّنا نأمل أن تكون ثلاثة منتخبات عربية موجودة ونعني بذلك إلى جانب المترشح بين الجزائر ومصر منتخبنا الوطني والمنتخب البحريني الذي ينتظره لقاء صعب في الملحق أمام إزلندا وللمرة الثانية يلعب منتخب البحرين مراحل متقدمة جدا من التصفيات المؤهلة للمونديال حيث فشل سنة 2006 أمام منتخب الترينداد طوباقو فهل ينجح هذه المرة أمام ازلندا؟ أمّا عن منتخبنا الوطني فكلمة السر والعلن الفوز على الموزمبيق دون انتظار لقاء كينيا ضد نيجيريا. في المحصلة مونديال جنوب إفريقيا قد يشهد حضورا عربيا قياسيا بثلاثة منتخبات وقد نحضر بمنتخبين وقد تقتصر المشاركة على منتخب فقط لا قدّر الله ... لذلك فإن التشويق على أشده نهاية الأسبوع الجاري متمنين حضورا عربيا ثلاثيا إنشاء الله في كأس العالم.