في ساعة مبكرة من صبيحة يوم الاثنين جاءني الخبر من اذاعة لندن تساءلت : الى أي درك وصل قادة الكيان الصهيوني اللقيط؟ ان شارون صاحب التاريخ المليء بعشرات الجرائم بدءا من انتمائه بالعصابات الصهيونية التي مارست القتل والتدمير والتهجير مرورا بقتله للأسرى العرب في مصر الشقيقة في عام 1967 ثم مجازر صبرا وشاتيلا التي أشرف على تنفيذها هو شارون نفسه الذي دنّس برائحته الكريهة المسجد الأقصى فكانت الانتفاضة الثانية. هذا المجرم الذي لا يعيش إلا بالدم وبالمزيد من الجرائم هو الذي هدّ القرى وجرّف المزارع وقتل الآلاف بعمليات الاجتياح اليومي ما كان له أن يواصل جرائمه لو لم يجد الغطاء من القوة التي تصول وتجول وتفرض قانونها المدنس على العالم وأعني بها أمريكا التي لم يلبث اليمين الحاكم فيها من ترديد أنهم يتفهمون دوافع شارون وقطعان المستوطنين البلهاء، الذين يمثلون أقصى درجات الأصولية التوراتية المتخلفة. ومعنى كلمة (يتفهمون) هي أن هناك ضوءا أخضر له لأن يواصل القتل ثم جاؤوه بقرار ليعزز فهمه للجريمة باعتبار بعض المنظمات الفلسطينية وخاصة حماس منظمات «ارهابية» رغم أنها فوق أرضها وتدافع عن القيم والمبادىء والحق ضد قوة استيطانية غازية. ان شارون وموفاز وغيرهما من الجوقة الصهيونية ظهرا في مقر الجريمة المسمى الكنسيت وتبجحا بأن جريمة اغتيال الشهيد الشيخ أحمد ياسين تمت باشراف مباشر من شارون فيا لبئس هذا الادعاء الخالي من الشرف حيث يعطي الاذن لطائرات محملة بأكثر الأسلحة الأمريكية والصواريخ الفاتكة لتتوجه إلى رجل شبه معاق بعد أن أدى صلاة الفجر وخرج على كرسيه النقال الذي يقوم بدفعه عدد من مرافقيه فتمزقه بجبن ونذالة وحقد. فمن هو الارهابي في هذه الحال؟ ان الارهابي الحقيقي والذي يستحق العقاب وأن يقاطعه العالم وقوى الخير ويعزل ويرفض هو شارون هذا المخلوق المريض الذي يجب أن يكون مكانه السجن أو مستشفى الأمراض العقلية وليس رئاسة وزارة الكيان الغاصب. انني أشعر بالاشمئزاز من هذه الفعلة. وأود أن أقول أن العراقيين العرب الأقحاح وهم على ما هم عليه من جراء ذل الاحتلال الأمريكي الذي يريد أن يمد النفوذ الصهيوني على المنطقة باسم الشرق أوسطية العراقيون قد خرجوا في منطقة الأعظمية الباسلة ومن مسجد أبي حنيفة النعمان هاتفين : «يا شارون يا خسيس دم الشهيد (مو) رخيص» نعم، إن دم الشهيد ليس رخيصا، وأملي بأن يكون ما حصل لشيخ الشهداء بداية لثورة فلسطينية عارمة يؤازرها الأخوة ومن شأنها أن تقوض هذه القاعدة المتقدمة للغزاة صهاينة كانوا أم أمريكان لا فرق وامتداداتها المتمثلة باحتلال العراق الأبي الكريم بهذا الشكل البشع الذي ليس له سابقة في التاريخ.