تتحول مدينة صفاقس في النصف الثاني من الشهر الحالي (جوان) إلى مدار تجاري وترفيهي باحتضانها للدورة 44 لمعرض صفاقس الدولي الذي حقق أرقاما قياسية من حيث عدد العارضين.. معرض صفاقس الدولي ينتظم تحت إشراف سيادة الرئيس زين العابدين بن علي ويفتتحه الوزير الأول السيد محمد الغنوشي يوم 15 من هذا الشهر، وقد بلغ عدد العارضين فيه ما يقارب ال300 عارض من تونس وخارجها وينتظر أن يبلغ عدد الزوار 350 ألف زائر وهو الرقم الذي تم تسجيله في السنة الفارطة، فهل هذا يمنحنا مشروعية الحديث عن «ظاهرة معرض» صفاقس الدولي؟.. السؤال يبدو مشروعا، فبالرغم من انتشار الفضاءات التجارية والدكاكين هنا وهناك، وبالرغم من انتشار الفضاءات الالكترونية للتعريف بالمنتجات والشركات على شبكة الأنترنات، إلا أن معرض صفاقس الدولي أو شيخ المعارض بالبلاد مازال يحافظ على موقعه في نفوس الزوار والعارضين من تونس والدول الشقيقة والصديقة... تاريخ المعرض يعود إلى 45 سنة خلت، وقد تأسس في ظروف كانت تحتاج فيها صفاقس إلى معرض وتحت رايةواحدة تقول انه بإمكان التجار والصناعيين المساهمة في الرقي بالبلاد في بداية الإستقلال، وتحت خيام انتصبت بباب الديوان انطلق المعرض وتمكن من استقطاب عدد كبير من الحرفيين والتجار ومن العارضين والزوار بفضل تنوع السلع والفقرات الترفيهية البسيطة التي تم استحداثها وقتها... ورغم التطور الحاصل بعد 45 عاما ، إلا أن المعرض حافظ على خصوصياته مع تحسينات فرضها العصر ، فمعرض صفاقس الدولي بات يتمتع بفضاء ضخم وإدارة عصرية تستفيد من التطورات الحاصلة وهو ما جعل جمعيته تتجه سنة 1992 إلى الصالونات المختصة في كل المجالات تقريبا كتقليد جديد أملاه التطور الاقتصادي الذي ما انفكت تعرفه عاصمة الجنوب كقطب تنموي مشع ورافد للتنمية الاقتصادية على المستوى الوطني. لكن مع الصالونات المختصة التي تنتظم على مدار العام وتحقق حضورا كبيرا من العارض والزائر المختص، حافظت الجمعية على معرضها «الشيخ» سواء من حيث فترته أي خلال شهر جوان أو من حيث تنوع معروضاته أو من حيث فقرات الترفيه التي تجاوزت الألعاب التقليدية لتصبح ألعابا إلكترونية أو مسابقات في سيارات الكارتينغ ونحوها.. «شيخ المعارض» حافظ على «وقاره» بل وسجل تطورا كبيرا راميا عرض الحائط لغة الحداثة التي تقوض الماضي برمته، بل تحدث بلغة الحداثة التي تنتصر إلى الماضي وتستفيد من نقاطه المضيئة وتطوره بروح العصر.. فهل يحق لنا الحديث عن «ظاهرة» هذه التظاهرة الإقتصادية؟