تحولت مدينة صفاقس هذا الاسبوع الى مدار اقتصادي وتجاري وعلمي دولي باستقطابها لمستثمرين وعارضين ومختصين في مجالات الصناعات الغذائىة وزيت الزيتون من اكثر من 20 دولة شقيقة وصديقة يسجلون حضورهم الفاعل ومشاركتهم العميقة في مختلف الفقرات المتنوعة والثرية للدورة الثانية للصالون المتوسطي للتغذية وزيت الزيتون التي انطلقت اول امس الثلاثاء 18 ماي الجاري وتتواصل الى نهاية الاسبوع الحالي. الصالون المتوسطي للتغذية وزيت الزيتون MED FOOD 2004 صنع الحدث الاقتصادي العالمي بصفاقس وحول المدينة الى قطب دولي بعدما سجل مشاركة دول شقيقة وصديقة رفرفت أعلامها بفضاءات معرض صفاقس الدولي تأكيدا لعمق العلاقات التي تربطها ببلدنا المتفتح على الحضارات والثقافات والمنظومات الاقتصادية المختلفة بدول العالم. واذا كانت المعارض والصالونات الفضاء المثالي اليوم في أبجديات الاقتصاد العالمي للتأقلم مع المحيط وقياس القدرة على المنافسة وتقلبات السوق وتفعيل العمل المشترك، فإن الصالون المتوسطي للتغذية وزيت الزيتون بصفاقس خلق بامتياز في هذا الاسبوع هذا الفضاء تحت سماء زرقاء اضفت عليها اجواء الربيع معاني الجمال وخصوبة التعاون. والواقع ان جمعية معرض صفاقس الدولي التي خلقت بتجربتها الرائدة هذا الفضاء الاقتصادي التجاري، اعتمدت على اطارها الاداري الكفء وسعت الى حشد مجهود كل الاطراف المعنية من رجال اعمال ومستثمرين ومختصين ومهنيين وإداريين ومهتمين بالشأن الاقتصادي فكانت لجنة تنظيم الصالون التي عملت منذ اكثر من عام من اجل توفير كل اسباب نجاح هذه التظاهرة الدولية الكبرى التي اقتلعت موعدا ثابتا في «أجندا» رجال الاعمال والمستثمرين من اقطار عربية وافريقية واوروبية وأمريكية وآسيوية، فتجاوز بذلك الصالون تسميته المتوسطية ليمتد الى فضاءات دولية ارحب. الدول المشاركة بين العرض ولقاءات الشراكة والمنتديات والورشات العلمية، حل بصفاقس في هذه الفترة عارضون ورجال اعمال واكاديميين ووفود رسمية من ليبيا والجزائر و المغرب ومصر والاردن والسعودية وسلطنة عمان والامارات والعراق وفلسطين والسينغال وتركيا وايطاليا وبريطانيا وفرنسا وكندا ومالطا والبرتغال واسبانيا وسوريا واليونان وامتد الحضور حتى بلاد الهند. زوار المعرض وضيوفه وجدوا في صفاقس قبلة المستثمرين الدوليين كرم الضيافة العربية ولاحظوا النهضة التي تحققها المدينة التي تتوسط البلاد التونسية وتطل على البحر الابيض المتوسط فتستلهم من امواجه المتلاطمة معاني الاجتهاد والحزم والبذل والعطاء.. مدينة الاعمال تشهد نقلة نوعية في بنيتها الاساسية والعمرانية ستعزز موقعها الاقتصادي الوطني والعالمي، فالطريق السريعة الرابطة بينها وبين العاصمة لاحت اضواؤها ومنعرجاتها بين خضرة الغابات، ومطار «طينة الدولي» اتضحت تهيئته العصرية الحديثة من سماء بوابة الجنوب صفاقس. فبعد النجاح الكبير للدورة الاولى في ربيع سنة 2002، تجدد اللقاء مع دورة ثانية حافظت على اختصاص فريد بشمال افريقيا والدول العربية فحظي الصالون بزيارات وفود وعارضين وزوار وضيوف وشخصيات رفيعة المستوى اختاروا ارض تونس الخضراء وعاصمة جنوبها تحديدا للاطلاع على المنتوجات وتبادل المعارف والخبرات في ارض تلاقحت فيها الحضارات منذ آلاف السنين فأفرزت نمطا اقتصاديا وحضاريا وتجاريا حديثا يقتدى به عالميا. عدد العارضين المنتصبين بأجنحة معرض صفاقس الدولي بلغ 157 عارضا يمثلون اكبر المؤسسات الوطنية والعالمية في مجالات التغذية وزيت الزيتون ومنتوجات البحر وغيرها من الصناعات الغذائىة وتقنيات اللف والتعليب، غص بهم فضاء المعرض الممتد وأضفى الديكور الأنيق الذي اعتمد المعايير الفنية العالمية الحديثة على معروضاتهم المتنوعة جمالا وسحرا يحرك سواكن الزوار والمهتمين وممثلي مركزيات الشراء العالمية الذين توافدوا على الصالون بحثا عن الجديد المفيد.. حرص العارضين من الدول المتوسطية وغير المتوسطية على المشاركة في الصالون المتوسطي للتغذية وزيت الزيتون «ماد فود 2004» لا يفسر فقط بالنجاح الكبير الذي حققته الدورة الاولى بل يعزى كذلك الى الخطة الاعلامية المركزة التي راهنت على وسائل الاعلام الوطنية والعالمية والأقراص الممغنطة التي تم توزيعها في اغلب دول العالم فتناغمت بياناتها مع المعلومات الدقيقة التي وضعتها جمعية معرض صفاقس الدولي على موقعها القار بشبكة الانترنات وانسجم طرحها مع المعطيات التي تم عرضها في اللقاءات المباشرة للتعريف بالصالون اعتمادا وفي بادرة غير مسبوقة على ممثلين لجمعية المعرض بالعديد من العواصم العربية والأجنبية. لقاءات شراكة وملتقيات علمية وفي اطار التفتح على الخبرات العالمية واستلهام تجاربها وخبراتها، وبالتعاون مع الجامعة الوطنية للصناعات الغذائىة التابعة لاتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، تعاقدت ادارة المعرض في هذه الدورة مع مؤسسة T.N.S. Communication الفرنسية المختصة في لقاءات الشراكة، لتنظيم ايام توحي كل المؤشرات انها ستفضي الى علاقات تعاون مثمرة بين مؤسساتنا الوطنية ونظيراتها الاجنبية. كما تفتح جمعية المعرض بداية من اليوم الخميس 20 ماي وبالتعاون مع ذات المؤسسة والمدرسة القومية للمهندسين بصفاقس نوافذ علمية حول الصناعات الغذائىة والتجارية والتوزيع والشراكة واللحوم والحليب وهي جميعها قطاعات حيوية لها اهمية خاصة في نسيج المنظومات الاقتصادية والأمن الغذائي لكل بلد تواق الى تعزيز تطوّره الاقتصادي ونمائه الاجتماعي وتحقيق اكتفائه الغذائي ضمانا لاستقراره. وايمانا من الجمعية بالتطوّرات الهامة الحاصلة في مجال الصناعات التحويلية ونظرا لأهمية شجرة الزيتون في نسيج اقتصادنا الوطني افتتحت لجنة لتنظيم الصالون اول امس الثلاثاء سلسلة لقاءاتها العلمية الثرية بمحور «زيت الزيتون من الاصالة الى الحداثة بالتنسيق مع جمعية جسور التواصل» بفضاء معرض صفاقس الدولي الواقع بقلب المدينة كانت زيارة وزير الفلاحة والبيئة والموارد المائية السيد محمد الحبيب الحداد لإعطاء اشارة انطلاق الحدث الاقتصادي البارز والتحاور مع وفود رسمية من البلدان الشقيقة والصديقة واعون بأسرار النهضة التونسية الشاملة ومتعمقون في العناية التي توليها تونس التغيير للمؤسسة الاقتصادية من رعاية وتشجيع للمبادرات وتنشيط حركة الاستثمار والتشغيل والتصدير وتعزيز البنية الاساسية وتطوير مجالات البحث وتأكيد مبدأ الصالونات والمعارض لربط جسور التواصل والتعاون مع العالم. اللقاءات الرسمية اختتمت بهدايا تحمل في شكلها شعار الصالون المتوسطي للتغذية زيت الزيتون MED FOOD 2004 وتستبطن في جوهرها معاني الحب والتعاون وتجديد الزيارات الواعدة بفضاء جمعية معرض صفاقس الدولي الذي يحتضن بداية من يوم 17 جوان المقبل الدورة 38 لأعرق معرض في تونس «معرض صفاقس الدولي» الذي ينتظم تحت سامي اشراف سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي.