.. ماض بعيد وحاضر في ذهن الفنان امتزجا ليشكلا أنغام منسجمة فوق لوحات كادت تدبّ فيها الحياة في لحظة صدق باحت بها ريشة الفنان.. لتشكل 38 لوحة تحلّت بها جدران دار الفنون بالبلفيدار مساء أمس الأول بإمضاء الفنان التشكيلي المقيم بألمانيا فريد بن يحيى، ويتواصل المعرض الى غاية 7 جويلية 2010. ألم أمل.. معاناة وحنين.. موت وحياة... ماض وحاضر.. مجموعة من المعاني أفصحت بها ريشة الفنان لتتجسّد في مجموعة من اللوحات جمعت بين فن الموسيقى والفن التشكيلي.. رؤية جديدة أرادها فريد بن يحي ان تعبّر عن الإنسان بالأمس واليوم وفي الغد... فجاءت بألوان متناسقة مشرقة احيانا تعبّر عن الحياة وداكنة احيانا أخرى لتفصح عن تعقيدات الحياة العصرية.. صدق هذا الفنان اخذ من الطبيعة شيئا ومن ذاته أشياء ليعبّر عن ذات الآخر وينفذ الى داخله بطريقة سلسة تجعلك مستوعبا لمقاصد هذه الرسوم دون عناء او دخول في متاهات الاستفهامات. بساطة هذه اللوحات وعمق تعابيرها تحييك لحظات من الصدق مع ذاتك.. وأنت تقف على احداها تشعر وأنك امام صورة تعكس شخصك. بين الحاضر والماضي فتعيش سويعات من الصدق وترتحل على متن هذه السطور والألوان الى عالم يتنافى وزيف الحياة.. تأريخ اختار الفنان التشكيلي فريد بن يحيى انجاز هذه اللوحات في الفترة ما بين 1988 و2010 ليؤرخ لمرحلة عاشها مع الفن التشكيلي والتي انطلقت منذ 1965. فريد بن يحيى هو أصيل مدينة قابس هاجر الى باريس لدراسة الاقتصاد السياسي ثم استقر بألمانيا لتبدأ رحلته مع فن الرسم والنحت والخزف وتوّجت أعماله بمجموعة من المعارض الفردية والجماعية.