احتفاء باصدارات المركز الوطني للترجمة وبالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة نظم أمس الأول (الجمعة) فرع اتحاد الكتّاب التونسيين بجهة بنزرت أمسية أدبية حملت عنوان «حصاد الترجمان» حيث تم التطرق على هامش هذا اللقاء الفكري لطبيعة وأهداف المركز الوطني للترجمة في التعريف بالخصوصيات الثقافية والحضارية التونسية وتعزيز أواصر الحوار مع باقي البلدان إضافة الى تقديم بسطة عن خطة الترجمة بالنسبة لروائع الأدب التونسي. هذا فيما أثيرت على هامش النقاش بعض الاشكاليات المتعلقة بمدى مساندة المركز «للترجمات» الشخصية لبعض الأدباء علاوة على ضبط موعد سنوي لتقريب بعض المؤلفات المترجمة من الأدباء بالداخل والخارج. وفي مستهل مداخلته أبرز الدكتور محمد محجوب مدير المركز الوطني للترجمة ان مثل هذه المواعيد التي تسلط إضاءات على «حصاد المترجم» تمثل دون أدنى منازع محطة هامة للوقوف عند طبيعة ما تم انتاجه والتقييم ودفع الانتاج على حدّ سواء وفي ذات الإطار أوضح المحاضر أن النص القانوني المؤسس لهذا الفضاء بتونس هو نص حضاري ضبط وظيفة ومسؤولية حضارية هامة عبر الاضطلاع بدور ريادي وبارز في التعريف بتونس كمحطة حضرية داعيا الى الحوار الإنساني كهدف سام تؤمنه الترجمة للآخر وللأنا.. تزهد في الترجمة!! هذا وكان الدكتور محمد محجوب قد أشار في المداخلة الى أن تقرير الأممالمتحدة للتنمية البشرية لعام 2002 قد أسفر عن ان العرب يعيشون حالة اشبه بالتزهد في الترجمة وهو العامل الآخر حسب ذات المرجع المؤدي لكل الأزمات بالمنطقة العربية. وقد ختم المداخلة بالقول إن الترجمة تبقى الوسيلة المتميّزة للتعريف بالحضارات على اعتبارها حاملة للغة التي بدورها احدى المرجعيات الزاخرة بالثقافة وبأن خطة العشرية المبرمجة من قبل المركز بخصوص استشراف وتقريب صورة تونس من الآخر ستكون اعتمادا على آليات منها: التكثيف و«التكامل» بين التراجم في مختلف اللغات والمجالات من أدب الى تاريخ مع اعتماد طريقة توزيع البرامج على عقد كامل. وسيكون تتمة هذا المشهد العام في غضون 2020 مع اعتماد على مؤشرات التقييم في ذات الوقت على غرار مجموع الدراسات المهتمة بهذا الموضوع انطلاقا من الجامعات الأجنبية وكذلك ما تنشره الدوريات.. جودة الأعمال في محاضرته التي كانت وجيزة أوضح الأستاذ: محمد الغزي أن اختيارات الفريق الخاص بترجمة روائع الأدب التونسي تتم وفقا لجودة الأعمال مع الاستئناس بالمقترحات الوجيهة. مضيفا انها تتوزّع الى مؤلفات لرموز أدبية كبرى في تونس بانتقاء مختارات منها.. 20٪ من العناوين الطارئة! وردّا على مختلف استفسارات السادة الحضور من المهتمين بالشأن الثقافي بالجهة والمبدعين والجامعيين أكد السيد محمد محجوب ان آخر هذه السنة سيكون اول موعد لانعقاد ندوة سنوية ذات بعد أكاديمي مع تقديم للأعمال المترجمة مضيفا ان عددا من الترجمات ذات الصلة بمجالات علمية على غرار الأخلاقيات الطبية وبعض المسائل القانونية سترى النور في حدود السنة القادمة وبأن أنشطة المركز تعطي أولوية لعمليات الترجمة ثم بدرجة ثانية للنشر.. من جانبه أبرز الأستاذ محمد الغزي ان الخطة العشرية للترجمة تأخذ بعين الاعتبار مسألة ضمان 20٪ من نسبة الكتب المترجمة للعناوين الطارئة وبأن هناك 1200 عنوان مقترح بعضها لأدباء التسعينات. مقر للفرع.. من بين المطالب التي تمت الإشارة إليها على هامش هذا الموعد مسألة تخصيص فضاء قار لفرع اتحاد الكتّاب التونسيينببنزرت.