أجواء متفائلة ومرحة وطريفة طبعت اليوم الأول لامتحان الباكالوريا في القيروان في اختبار مادة الفلسفة التي لم تخل من المفاجآت رغم تنوع المحاور، وقد بلغ عدد المترشحين لامتحان الباكالوريا بولاية القيروان هذا العام 6 آلاف و525 مترشحا موزعين على 25 مركزا كتابيا. بين مقبول وفي المتناول وعادي وسهل يجيب البعض من التلاميذ، أما أجواء المراقبة داخل قاعات الاختبار فتراوحت بين التشدد والدعم المعنوي بينما كان رؤساء المراكز يفتشون عن «مكالمات الغش» بين أروقة قاعات الامتحان بواسطة جهاز كشف آلي أدخل على أجواء الامتحان مسحة من المزاح والطرائف. مع اقتراب انقضاء الساعة الثانية شرع بعض التلاميذ في مغادرة مركز الامتحان قبل ان يجتمع التلاميذ ليتحاوروا في تفاصيل الاختبار وقد انقسموا الى مجموعات تعلو الضحكات وجوههم كأنهم لم يكونوا في امتحان وطني. مواضيع في المتناول المترشح صبري الكلبوسي (شعبة الرياضيات) أكد أن المواضيع كانت عادية وفي المتناول وقد اختار موضوع «الدولة» مؤكدا ان بعض زملائه تخوفوا من هذا الموضوع لكنه وجده سهلا، وعن المراقبة داخل قاعة الاختبار أكد صبري انها مشددة وصارمة بحيث لم يتسن له التوجه الى دورة المياه ولا الخروج من أجل تدخين سيجارة وقال ماذا لو أصيب الواحد منا بالدوار الا يمكنه أن يأكل شيئا، أما أكثر ما لفت انتباه صبري فهو تنقل رئيس المركز (معهد دار الأمان) بآلة تثير العجب لم يعرف حقيقة وظيفتها وهو ما أثار انتباه عدد كبير من المترشحين. وبخلاف زميله اختار مخلص الهداجي (تقنية) «اللقاء بالآخر وتصدع الهوية» واصفا هذا المحور بانه ليس سهلا لكنه في متناول من استعد جيدا، وعن شعوره بالخوف والرهبة من الامتحان أكد مخلص انه دخل قاعة الاختبار بشكل عادي بفضل ما توفر لديه من مناخ ملائم في المنزل وأيضا بفضل ظروف الاختبار المريحة داخل قاعة الامتحان، وتمنى أن تكون مادة التقنية التي يجريها اليوم اسهل من الفلسفة وكذلك الرياضيات والفيزياء. كان لابد ان نبحث عن مترشحي شعبة الاداب لانهم أكثر المعنيين بمادة الفلسفة، مروى الذويبي (آداب) قالت انها اختارت العمل لأنه يحقق انسانية الانسان، ووصفت الامتحان بانه سهل وقد استعدت له أحسن استعدادا هي وزملاؤها وأستاذها، ورغم مغادرتها قاعة الامتحان قبل ساعة فقد أكدت مروى ان «الأمور منظمة وان شاء الله لاباس». جهاز كشف الاتصال أمام معهد ابن رشيق كان معاذ ملاط (علوم تجريبية) في حوار مع زملائه، معاذ اختار محور «لقاء الهوية والآخر» الذي وصفه بأنه سهل وفي المتناول وأسهل من المحاور الأخرى وبين انه تحدث عن خصوصية الثقافة والحوار والتبادل الثقافي وهو موضوع الساعة، معاذ أكد ان الاساتذة ساعدوه وزملاءه واعدوهم نفسيا للاختبار وبين أن معنوياته لا تزال مرتفعة لمواصلة بقية اختبارات الامتحان وخصوصا مادة العلوم التجريبية اليوم الخميس وعن اللجوء الى الغش ذكر معاذ انه طلب منهم تسليم الهواتف لكنه دعا الى ضرورة التعويل على النفس وان «يتحمل كل مترشح مسؤوليته». وقد حدثنا معاذ عن الجهاز الآلي الذي يتجول به المشرفون بين القاعات وذكر انه جهاز لكشف الاتصالات الهاتفية والذي يمكن من اكتشاف كل اتصال يتم اجراؤه داخل مركز الامتحان، وبين لنا أحد المربين اثناء اتصالنا به للتعرف على تفاصيل هذا الجهاز انه تم التفطن الى المكالمة التي جرت بيننا وبينه بواسطة هذا الجهاز المتطور، وقد تحول هذا الجهاز الى موضوع يتندر به المترشحون خاصة وان بعضهم يجهل وظيفته. «تصدع» أحد الاساتذة المراقبين استغرب كيف ان تلاميذ «الباك» (شعب علمية) لم يفهموا عبارة «تصدع» في موضوع «تصدع الهوية بالالتقاء مع الآخر» والتي جعلت عددا كبيرا منهم يعجز عن فهم الموضوع.