الصفارة العربية كانت رنّانة وتزغرد بانتظام في أعراس الكرة العالمية وهذا التألق تجلى في أرقى مظاهره في مونديال فرنسا لسنة 1998 عندما نجح المتألق المرحوم سعيد بلقولة من المغرب في إدارة أول نهائي بين فرنسا والبرازيل وهذا التتويج كان ثمرة لمجهودات نخبة من أصحاب الزي الأسود الذين ساهموا في تبييض صورة التحكيم العربي خلال 44 سنة. ففي دورة 1966 نال الحكم المصري علي قنديل شرف إدارة أول مباراة في المونديال بين كوريا الشمالية والشيلي وذلك يوم 15 جويلية 1966 وانتهى الحوار بالتعادل 1/1 ومنذ مونديال أنقلترا لسنة 1966 تطور الحضور العربي بشكل تصاعدي. قنديل مضيء تجدّدت الثقة في الحكم المصري علي قنديل في مونديال المكسيك لسنة 1970 ونال شرف إدارة الحوار التقليدي بين المكسيك وجارتها السلفادور بحضور 110 آلاف متفرّج وانتصرت المكسيك 4/0. الصفارة العربية مسموعة بألمانيا تدعم الحضور العربي في مونديال ألمانيا لسنة 1974 ووقع تعيين الحكم المصري مصطفى كامل محمود لادارة مباراة ألمانيا وأستراليا بهامبورغ وفازت ألمانيا بنتيجة 3/0. فاروق بوضو العميد فاروق بوضو المسؤول البارز في قطاع التحكيم العربي نال شرف التعيين بمونديال الأرجنتين لسنة 1978 وصفر بامتياز مباراة ألمانياوالمكسيك وفاز المنتخب الألماني 6/0. 3 سفراء عرب في دورة 1982 حصلت قفزة نوعية بمنح الثقة لأول مرة لثلاثي عربي ويتعلق الأمر بيوسف الدوي من البحرين وبلعيد لاكارن من الجزائر ويوسف الغول من ليبيا وقاد الحكم البحريني مباراة المجر والسلفادور التي عرفت نتيجة ثقيلة حيث فاز المنتخب المجري 10/0. وصفر الجزائري لاكارن مباراة الأرجنتين والمجر وانتصر زملاء مارادونا 4/1 وعرف هذا اللقاء تسجيل أول هدف للمبدع والساحر مارادونا في المونديال في حين أدار الليبي يوسف الغول لقاء الاتحاد السوفياتي ونيوزيلاندا وفاز الأول (3/0). مارادونا يغالط بالناصر الحكم التونسي المتألق علي بالناصر ظهر في مونديال 1986 بشكل جيّد في البداية وأدار بامتياز مباراة بولونيا والبرتغال مما جعله يفوز بثقة المسؤولين ويتم تعيينه لادارة مباراة من الوزن الثقيل وأسالت الكثير من الحبر لأنها جمعت بين الأرجنتين وأنقلترا بحكم النزاع العسكري القائم بينهما على جزر مالوين وتألق حكمنا الدولي الى حدود الدقيقة 51 التي عرفت تسجيل هدف مارادونا بلمسة يدوية سحرية اختلطت فيها اليد بالرأس وهذا الهدف أثار زوبعة كبيرة وتعاليق كثيرة وخلال هذه الدورة (1986)نال الحكم السوري جمال الشريف شرف إدارة مقابلتين جمعت الأولى المنتخب الكندي بنظيره المجري ودارت الثانية بين أنقلترا والباراغوي وصفر الحكم السعودي فلاح نشاز الحوار الكروي بين بلغاريا وكوريا الجنوبية. عهد الجويني والشريف نال الحكم السوري جمال الشريف مجدّدا شرف الحضور في مونديال 1990 وأدار لقاء الولاياتالمتحدةالأمريكية والنمسا كما حضر الحكم التونسي الأنيق ناجي الجويني وصفر بامتياز الحوار بين البرازيل وكوستاريكا وتجدّدت الثقة في هذا الثنائي العربي في مونديال 1994 وأدار الحكم السوري 3 مقابلات كاملة وبذلك أصبح في رصيده 6 مقابلات في المونديال كما صفر ناجي الجويني مقابلتين بين سويسرا والنمسا وبلغاريا والأرجنتين. وخلال هذه الدورة سطع نجم الحكم الاماراتي علي بوجسيم الذي توّج مشاركته الأولى بإدارة اللقاء الترتيبي الهام بين السويد وبلغاريا. بطولة عالمية للصفارة العربية لئن تحصلت فرنسا على التاج العالمي لسنة 1998، فإن بطولة الحكام كانت للصفارة العربية حيث مثل العرب 4 حكام وهم السعودي عبد الرحمان الزيد والمصري جمال الغندور والاماراتي علي بوجسيم والمغربي سعيد بلقولة وكان التتويج للتحكيم العربي بمنح الاماراتي علي بوجسيم شرف إدارة الحوار الكبير في نصف النهائي بين هولاندا والبرازيل ثم وقع اختيار لأول مرة في تاريخ المونديال حكما عربيا لادارة النهائي التاريخي بين فرنسا والبرازيل وهو المغربي المرحوم سعيد بلقولة الذي نجح بشهادة الجميع في تبييض صورة أصحاب الزي الأسود العرب والأفارقة. 5 حكام عرب تجدّدت الثقة في التحكيم العربي في مونديال 2002 بتعيين 5 حكام وهم الاماراتي علي بوجسيم من جديد الذي نال شرف إدارة المباراة الافتتاحية بين السينغال وفرنسا ولم يجامل هذا الحكم بطل العالم المنتخب الفرنسي الذي انهزم مع المنتخب السينغالي المشارك لأول مرة في المونديال الى جانب الكويتي سعد كميل الذي صفر مباراة في الدور الأول وواصل المشوار ليصفر اللقاء الترتيبي بين تركيا وكوريا الجنوبية. كمال نال التونسي مراد الدعمي شرف إدارة حوار الأجوار بين الإكوادور والمكسيك وصفر المغربي الكزّاز لقاء اسبانيا وسلوفينيا في حين وقع تعيين المصري جمال الغندور لادارة المباراة الهامة في الدور الثاني بين إسبانيا وكوريا الجنوبية. تقلص الحضور العربي في المرحلة الأخيرة تراجع حضور الصفارة العربية بأعراس الكرة العالمية وهذه الحقيقة نلمسها في تقلص عدد الحكام العرب من 5 في مونديال 2002 الى حكم واحد في مونديال ألمانيا 2006 وهو المصري جمال عبد الفتاح والأكيد ان وراء هذا التراجع العديد من الأسباب الموضوعية.