وصف عارضون بالصالون الأورو متوسطي للملابس والنسيج «تاكسماد» هذه التظاهرة بأنها كانت متميزة من حيث التنظيم وعدد الماركات المعروضة وتنوعها، وهو ما ذكّرهم بأكبر صالونات النسيج والملابس في أوروبا وفي دول أخرى.. غير أن بعضهم، تونسيون وأجانب، اعتبروا أن عدد الزوار المهنيين من تونس والخارج لم يكن في مستوى آمالهم خاصة أن الحديث كثر في الأشهر الأخيرة عن عودة «الروح» للقطاع بعد أزمة 2008 2009. وكان في الحسبان أن تكون دورة 2010 ل«تاكسماد» فرصة للقطع مع صعوبات السنة الفارطة وليبرم خلالها العارضون صفقات ويجروا اتصالات مع الزبائن الأجانب وحتى المحليين. «المشكل أن الزوار المهنيين الأجانب كانوا موجودين طوال الأيام الثلاثة من الصالون، لكن بعدد شبيه بعددهم خلال الدورات السابقة للصالون وليس مرتفعا مثلما كان ذلك متوقعا» تقول السيدة نائلة بلحاج يحيى (صاحبة مؤسسة ملابس ببن عروس). أما سامي بن عبد الله (ر.م.ع. مجمع الملابس والنسيج باكوسبور) فعبّر عن ارتياحه لبعض الاتصالات ولقاءات الشراكة التي أجراها مع بعض الحرفاء، لكنه لاحظ في الآن نفسه ضعف عدد الزوار المهنيين من أوروبا خاصة «وقد يكون ذلك بسبب كأس العالم، حيث يفضل كثيرون متابعتها سواء في بلدانهم أو بالتحول الى جنوب إفريقيا، وهذا ما يطرح مسألة اختيار الوقت المناسب لتنظيم مثل هذه التظاهرات. مواطنون تساءل عارض صاحب مؤسسة ملابس بصفاقس عن سرّ تردّد المواطنين «العاديين» على المعرض والبحث عن شراء الملابس والحال أن الصالون مهني بالأساس ويمنع فيه البيع للمواطن.. وقالت سناء الخطابي (صاحبة مؤسسة ملابس ونسيج مغربية) إن حضور المواطنين العاديين وتردّدهم على الأجنحة بنيّة شراء الملابس أمر محيّر وكان من المفروض إعلامهم وتحسيسهم قبل انطلاق المعرض بأنه مهني وغير مخصّص للبيع المباشر للمستهلك. تونسيون عبّر عارضون من المغرب عن استغرابهم من عدم اتصال مهنيين وتجار تونسيين بهم قصد إبرام صفقات تجارية معهم، وأكدت السيدة سناء الخطابي في هذا السياق أنها كانت تعوّل بشكل كبير على السوق التونسية لترويج بضاعتها عبر هذا الصالون، لكن لم يتصل بها أي صاحب قرار «تجاري» تونسي في قطاع النسيج والملابس لإبرام صفقة معها وترويج منتوجها في تونس. وعبّر السيدان فوزي عزيز ومحمد التازي (مسؤولان تجاريان بمؤسستي نسيج مغربيتين) عن أسفهما لعدم وعي كثيرين من أهل المهنة بتونس بمزايا اتفاقية أغادير التي تفتح أبوابا كبيرة أمام الشراكة بين المغرب وتونس (الى جانب دول أخرى).. وأكد المتحدثان أنهما كانا يعوّلان على هذه الآلية لمزيد تفعيل الشراكة مع تونسيين، لكن ذلك لم يحصل ولا بدّ من مزيد التعريف بها حتى تحصل الفائدة منها في قادم السنوات. مساعدة شدّد أصحاب وممثلو مؤسسات نسيج وملابس تونسية على ضرورة مواصلة الدولة دعمها للقطاع مثلما حصل ذلك في 2009، حيث تدخلت الدولة طوال السنة الفارطة لمساعدة المؤسسات المصدرة التي تمرّ بصعوبات وذلك خاصة عبر آلية المساهمة في الأعباء المالية للضمان الاجتماعي.. وقالوا إن الدعم لقطاع النسيج والملابس لا بدّ أن يشمل آليات أخرى مثل المساعدة على المشاركة في أهم الصالونات الدولية.