تفاديا ل «البلبلة» التي يتسبب فيها كل سنة نقص (او غياب) توفّر ماركتين معروفتين من الحليب المعلّب في السوق خلال فترة نزول الانتاج (نوفمبر ديسمبر جانفي) وما ينتج عن ذلك من اعتقاد لدى المواطنين بأن الحليب غير متوفّر ومن ممارسات إحتكارية وبيع مشروط لهاتين الماركتين (رغم ان الأنواع الأخرى تكون متوفّرة بشكل عادي والمخزون الاحتياطي يكون ايضا متوفرا) أقرّت المصالح المعنية بوزارة التجارة خطة بالتعاون مع مصنّعي الماركتين المذكورتين تقضي باتباعهما مبدإ التزويد المعتدل والمتواصل بمنتوجيهما على مدار العام حتى لا تغيب اية ماركة، خاصة التي تشهد إقبالا أكثر من غيرها من قبل المواطن عن السوق في اية فترة من العام. وتشهد بلادنا كل سنة أثناء أشهر نزول انتاج الحليب بلبلة وفوضى كبرى في سوق الحليب المعلّب ويكثر الحديث لدى المواطن عن وجود «أزمة» في الحليب وعن عدم توفّره بالشكل الكافي وهو ما يزيد في لهفة المواطن على هذه المادة وبالتالي في كثرة الإقبال عليها دون موجب وفي اختفائها من السوق ويظهر بالتوازي مع ذلك البيع المشروط والاحتكار للماركتين المعروفتين. تفويت وتعود أسباب هذه الظاهرة السنوية الى ان مصنعي الماركتين المعروفتين يفوّتان في كل ما ينتجانه بشكل يومي خاصة أثناء ارتفاع الطلب عليهما في الصيف ورمضان وبالتالي يستهلكان كل المخزون الذي يكوّنانه أثناء فترة ارتفاع الانتاج (الربيع) ولا يبقى من مخزونيهما الا نسبة قليلة لفترة هبوط الانتاج، ويقلّ حضور ماركتيهما في السوق تبعا لذلك. لكن بالتوازي مع ذلك يتواصل حضور الماركات الأخرى بشكل عادي حتى خلال فترة نزول الانتاج بما ان الإقبال عليهما عادي، ولا تستنفد هذه الماركات مخزونها بسرعة مثلما هو الحال للماركتين الأخريين، غير ان المواطن يقول رغم ذلك ان الحليب مفقود وأن هناك ازمة في القطاع ما دامت الماركتان المعروفتان غير متوفرتين في السوق. ورغم ان الجهات المختصة تؤكد كل مرة أنه لا فرق من حيث الجودة والسلامة الصحية والنكهة بين مختلف الماركات الا ان المواطن يكون له رأي آخر. اعتدال تقتضي الخطة المذكورة ان تتولى مختلف مصانع الحليب المعلّب بما فيها مصنّعي الماركتين المعروفتين، تزويد السوق بمنتوجاتهم بشكل معتدل طوال العام حتى لا يفوّت احدهما في كامل مخزونه من الحليب منذ الصيف ورمضان ولا يبقى لفترة نزول الانتاج الا جانب قليل من مخزونه... وسيسمح هذا التوجه بتواجد مختلف الماركات بشكل معتدل بداية من هذه الفترة وحتى شهر جانفي القادم وهو ما سيقطع مع المظاهر القديمة التي يكثر فيها الحديث عن وجود أزمة حليب في كل فصل شتاء بسبب غياب ماركة او ماركتين معروفتين عن السوق.