مركز النشر الجامعي 2010 تقول الباحثة في مستهل المقدمة التي وضعتها للكتاب «نروم بهذا العمل دراسة مبحث فيه كثير من وجوه الطرافة ونعني التعجب بصفته فعلا لبناء مشهدية الواقع»... وقد اختزلت المقدمة فيما بعد مضمون الكتاب وفصول الدراسة لتنتهي بالقول: «وقد أخذنا في الحسبان فيما درسنا أن التعجب يمكن أن يشمل في إطلاقه وجهين، أحدهما نمط من التعبير اللساني والآخر نمط من السلوك ذي وظيفة تداولية، وقد ركزنا على الجانب الاول فيما عبّرنا عنه بالجملة التعجبية أو التركيب التعجبي، وجعلنا الحديث في التعجّب بصفته سلوكا بمثابة الخاتمة لبحثنا لما به يتفرع الى علوم أخرى قد لا تكون بالضرورة لسانية (مثل علم النفس الاجتماعي وغيره). أما الدراسة في حد ذاتها فقد اشتملت على ثلاثة أقسام وخاتمة وعلى ثبت مصطلحات التعجب وببليوغرافيا. القسم الاول عنوانه «التعجّب وتمظهراته في المدارس اللغوية العربية القديمة» وقد قارب الفصل الاول منه التعجّب في نماذج من الفكر العربي القديم كالتعجب في الكتاب أو في «المقتضب» للمبرد أو التعجب في «الاصول في النحو» لابن السراج وفي غيرها من النماذج الاخرى. وتطرق الفصل الثاني الى خصائص التعجب عند الجرجاني وتحدث عن «استشكال دلالة التعجب لدى الجرجاني وخصوصية التركيب التعجبي عنده... القسم الثاني خاض «في بعض قضايا التعجب وقد تحدث فصله الاول عن «القضايا الاشتقاقية في فعل التعجب» ويحث فصله الثاني في «قضايا الدلالة في الهمزة». أما القسم الثالث والاخير في الدراسة فقد تعرض الى «تطور مبحث التعجب في التفكير اللغوي المعاصر» واستجلى فصله الاول «خصائص التعجّب في المباحث اللغوية المعاصرة». وتعرض فصله الثاني الى فعل التعجّب ووظائفه العرفانية. وانتهى الكتاب بخاتمة تقول الباحثة في مطلعها بالخصوص «حاولنا في فصول هذا الكتاب استخراج أبرز قضايا التعجب لدى اللغويين القدامى. ومن أهم تلك القضايا التفكير في الاطار الذي نشأ فيه، والتساؤل الى أي فروع اللغة ينتمي: الى النحو أم البلاغة؟ وقد حاولنا الاجابة عنها بما رسمه لنا الجرجاني من تصور للتكامل بين النحو والدلالة تكاملا يصعب معه الفصل بين ما هو نحوي تركيبي وما هو دلالي، وليس ذلك على مستوى الاجراء ولكن على مستوى النتيجة التحليلية. كما أن من شأن الاجابة عن هذا التساؤل أن تقودنا الى مجال أوسع من النظر في التعجّب ذاته الى النظر في مفهوم اللغة مثلما تجلّى عند المفكرين العرب القدامى»...