يمثّل شهر رمضان ذروة استهلاكية في بلادنا ولعلنا سنشهد ابتداء من هذه السنة احتدادا للمنزع الاستهلاكي الذي ينتاب المواطن التونسي خلال هذا الشهر باعتبار تقاطع شهر الصوم مع موسم الصيف الذي يمثل بدوره موسما استهلاكيا مهمّا لدى العائلة التونسية عموما وفي بعض الجهات بصفة خاصة فعودة إعداد كبيرة من المهاجرين مثلا إلى جهة قبلي خلال فصل الصيف غالبا ما يكون عاملا مؤثرا في رفع نسق الاستهلاك ومعدلات الإنفاق مما يجعلنا نتوقع تضاعف احتياجات الجهة من المواد الاستهلاكية خلال شهر رمضان القادم. وهو ما صُغناه في أسئلة ثم اتصلنا بمكتب السيد «فوزي طالب» المدير الجهوي للتجارة بقبلي الذي استقبلنا برحابة صدره وباحترافية المعهودة ليجيب عن كل أسئلتنا حيث أفادنا حول نسق الاستعدادات الجهوية لاستقبال شهر الصيام القادم بأن إدارته وبالتنسيق مع كل الأطراف الجهوية ذات الصلة قد انطلقت في الاستعداد منذ فترة مما جعل هذه الاستعدادات تشارف على نهايتها الآن وتعتمد الإدارة الجهوية للتجارة في تقدير الاحتياجات الجهوية من المواد الاستهلاكية عمليات رصد معدلات الاستهلاك الشهري ومقارنتها بمعدلات الاستهلاك خلال الذروة الاستهلاكية لضبط المعدلات المتوقعة للزيادة فإذا كان الاستهلاك الجهوي للبيض هو 1.33 مليون بيضة خلال الأشهر العادية فإنّ معدّل الاستهلاك خلال أشهر رمضان هو 2.5 مليون بيضة أي بزيادة تقارب 50٪ وهكذا تحتسب كل التوقعات. السيد المدير الجهوي أضاف ردّا على سؤالنا إذ كان يتوقع نقصا في بعض المواد بالجهة نظرا لتزامن عودة المهاجرين خلال رمضان القادم مع الذروة الاستهلاكية بأن التقديرات الجهوية قد أخذت في الحسبان كل المتغيرات وأن الخطة الوطنية التي اعتمدتها وزارة التجارة قد أخذت بالاعتبار كل التوقعات من خلال الزيادة في المخزونات التعديلية أو في التوريد. كما أشار إلى أن رمضان هذه السنة والسنوات القادمة سيواكب موسما استهلاكيا ولكن أيضا ذروة إنتاجية في بلادنا خاصة بالنسبة للغلال والحليب مما يجعل التخوف من زيادة معدلات الاستهلاك في الصيف بلا مبرر كبير. وأضاف بأن ما نتوقعه هذه السنة هو تواصل ما تحقق من نجاحات خلال الموسم الفارط حيث لم تسجل أسواق الجهة أي نقص في أي مادة استهلاكية وذلك بفضل خطة محكمة ومتواصلة مع الحرص على التزويد المنتظم للأسواق والتحكم في الأسعار وإحباط كل نوايا ومحاولات الاحتكار والغش. كما سألنا السيد فوزي طالب عن دور جهة قبلي في توفير كميات كافية من التمور لاستهلاك المواطن التونسي خلال شهر رمضان القادم فأفادنا أن مصالح إدارته قد عاينت مؤخرا المخزونات الهامة من التمور التي تحتويها مخازن الجهة زيادة لما يتوفر بمخازن أخرى خارج الجهة من تمور يتوقع أن تكون كافية لتلبية كل حاجيات المواطن التونسي من هذه المادة خلال رمضان القادم وبأسعار معقولة.