محسن بن هنية ظاهرة أدبية مفاجئة.. البدء مفاجأة.. والاصدار في كل حين مفاجأة.. في ظرف وجيز نشر المحسن 11 كتابا في القصة والرواية.. وفي المدة الاخيرة فاجأنا بكتاب، خرج به عن المسار الذي تعوّدنا رؤيته فيه.. فقد ولج ميدان البحث والتأريخ الادبي.. هذا الكتاب الذي نعنيه هو: «سير وتراجم لروائيي تونس». يعتبر هذا المنشور الجديد من أهم ما نشره المؤلف سابقا.. فهو يتشكل من 580 صفحة تقريبا.. وتضمن ستين بحثا عن قصّاصين وروائيين.. واللافت للنظر هو ندرة الاسماء النسائية.. اذ لم يتجاوز عددهن الاربعة.. وكان غياب كاتبات للرواية والقصة بارزا.. ونذكر بعضهن دون تحديد، مثل: فاطمة سليم وخديجة الجويني وحياة بن الشيخ وريم العيساوي وغيرهن... ومن الرجال تعتبر الغفلة عنهم ثغرة في البحث، نذكر منهم على سبيل المثال، لا الحصر أحمد ممّو، محمود التونسي، بشير بن سلامة، وابراهيم الاسود وغيرهم... لكن الذي يشفع للمؤلف هو النداء الذي وجهه في آخر الكتاب، راجيا الروائيين وكتّاب القصة في تونس، بأن يسلّموه تراجم سيرهم. كما أن المؤلف أعلن عن اصداراته التي نشرت والتي يمكن ان تنشر.. كما أعلن عن الكتب التي سيؤلفها.. المهم ان هذا الكتاب الضخم الذي قدّم تراجم للمؤلفين واصداراتهم، وطالبهم المؤلف بأن يقدّموا آراءهم وآراء النقّاد في كتاباتهم... وختم لكل واحد بصفحات من انتاجه.. العمل شاق ومتعب وثناياه متشعبة، لكن محاولة المحسن بن هنية تستحق التقدير لأن صاحبها بذل جهدا، وجمع عددا، وقدّم مادة للباحث وللراغب في الاطلاع رغم بعض الهنات التي يمكن تلافيها... وفي الحديث عن نفسه، كان المؤلف قد اختزل سيرته في ذكر القليل من المحطات، ولم يقدّم للقارئ ما قال فيه النقاد، وما يجب ان يقدّم من شذرات من نصوصه. الكتاب ضخم في حجمه، أهدافه جليلة طبعا، وقد وفّق المحسن بن هنية في تأليفه لإثراء المكتبة العربية عموما والتونسية بالاخص... نتمنى ان يواصل بن هنية عمله لمزيد التراجم والسير. والله ولي التوفيق.