سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مذكرات سياسي في «الشروق»: الأستاذ أحمد بن صالح وأسرار وخفايا تكشف لأول مرة (305): بن صالح يجيب القرّاء عن تساؤلاتهم: الفراتي في التحقيق: هل يخلصك أحمد بن صالح؟
حوار وإعداد : فاطمة بن عبد الله الكراي في احدى الحلقات الماضية، تحدّث «سي أحمد» بن صالح عن ملف السياحة، وكيف كانت علاقته مع السيد الطاهر الفراتي صاحب نزل بالحمامات... لذلك فإنّ السؤال الذي قدّمه مواطن في هذا الملف، جاء يهم «سي الطاهر» الفراتي، وكيف أودع الايقاف في سياق ايقاف بن صالح. وبعد ان بسطت السؤال على «سي أحمد» قال: «نعم... لقد أوقف الطاهر الفراتي، وبقي أربعين يوما في الزنزانة سجينا، ولكن في اطار التحقيق وعلمت ان التحقيق لم يبدأ معه الا بعد 40 يوما... لقد أرادوا (النظام) أن يساهم الطاهر الفراتي (في الجوقة) ضد أحمد بن صالح... مثله مثل آخرين». وهنا كشف «سي أحمد» النقاب عن فحوى البحث الذي أجرته الدوائر «المختصّة» مع الطاهر الفراتي، حيث «سألوه: «كيف تعرف بن صالح؟» فقال لهم الفراتي كيف كانت معرفتي به... وحكى لهم كل شيء، كيف عمل في نزل تابع للدولة... وكيف كان تعاملنا من حيث كنت مسؤولا في الدولة وكان هو من الخبراء في مجال السياحة والفنادق...فهو أوّل تونسي متخرّج من مدرسة النزل والسياحة «بلوزان» سويسرا وهي مشهورة جدّا. وكنت أذهب أحيانا الى الحمامات، وأقيم نهاية الأسبوع أنا وعائلتي في غرف مخصّصة خارج الفندق «Bangalou»، وكنت أدفع مقابل اقامتي خمسين (50) دينارا، من خلال صكّ وكان القسم المتبقّي من الصك شاهدا... قلت هذا، لأنه ومن جملة الابحاث والأسئلة التي تعرّض لها الفراتي عند ايقافه: هل كان بن صالح يدفع ثمن اقامته في نزل الحمامات (على ملك الفراتي) فقال لهم: «بل هو الوحيد (المسؤول) الذي يدفع ثمن اقامته... ولم ينس مرّة واحدة ذلك...» وكنت أيامها أرفض أن أتوجّه الى فندق من فنادق الدولة، على أساس أنهم لا يتركونني أدفع، فأنا الوزير المشرف على السياحة، ولا تريد ادارة النزل أن يدفع «السيد الوزير» مالا... لذلك لم أتوجّه ولا مرّة، الى نزل تابع للدولة... عندما أجابهم (القائمون بالبحث) الطاهر الفراتي بذاك الجواب عن اقامتي وهل أدفع ثمنها أم لا أطلقوا سراحه...». وهنا عرّج «سي أحمد» بالقول: الطاهر الفراتي، علّمني كيف تكون ادارة النزل والسياحة، حتى لا أكون، كوزير، غير عارف بشؤون الملفات التي توضع أمامي... وحتى أعرف كيف أتحدث وأفاوض، سواء في مستوى القروض او في مستوى الملتقيات حول تطوير مجال السياحة في تونس». وعن سؤال آخر، لمواطن من نابل، حول الوالي عمر شاشية، وهل كان من الولاّة المؤمنين بمسيرة التعاضد والمؤمنين بالمسيرة، قال «سي أحمد» بن صالح: «تماما... نعم، كان مؤمنا بها...ولكن لم يكن تطبيقه لها، دائما، وفق الطرق السليمة (...) خاصة بعد أن أقرّ بورقيبة تعميم التعاضد في ظرف سبعة أشهر... وعبّر (بورقيبة) في اللجنة المركزية عن عدم اتفاقه مع أحمد بن صالح، بخصوص التطبيق وفق تخطيط ومراحل محدّدة... وكنت محترزا في الحقيقة، على ذاك التصرّف، ولم أذهب ولا مرّة واحدة، بعد اعلان تعميم التعاضد الى تعاضدية... وأذكر أنه عندما تم تركيز تعاضدية المكنين لم أذهب لتدشينها رغم طلبهم الملحّ في المكنين (مسقط رأس سي أحمد) ولم أقبل ذلك لأنني اعتبرت أن هناك تناقضا وهو موجود بالفعل بين ما يحصل وبين ما تشير به القطاعات الثلاثة...». وهنا يقول «سي أحمد» من باب التذكير بأمر يعرفه العديدون ومن عايشوا الوالي عمر شاشية (والي سوسة والقيروان ونابل) ان «شاشية» كان يقول أمام المعتمدين (وأعادها في منتدى التميمي في تونس بعد 1987): أنا عندي اثنين اعتبرهما كقيادة فكريّة لي: بورقيبة وبن صالح. وهنا كشف «سي أحمد» أن الوالي عمر شاشية تعرّض أيضا الى الايقاف، وطلب منه ان يقول ان «أحمد بن صالح» طلب مساهمته (عمر شاشية) في عملية لقلب النظام، ومقابل ذلك يطلق سراحه، لكن عمر شاشية، صمد... والكل يعرف أن عمر شاشية أطلق سراحه وأصبح بعد ذلك مديرا للسجون ثم علمت أنه عيّن سفيرا بأحد الأقطار الخليجية». وقد قضّى مدّة في السجن ثم أطلق سراحه بورقيبة..