تصدمني المقولة بأنني أعيش الحلم.. أتساءل لماذا صدمت أو لماذا أعيش الصدمة؟ هل هو من الخوف؟ الخوف من أن أضيع مرة أخرى في متاهات الحلم وأتلبسه فيصبح كيانا واحدا، الخوف من أنني أتمسك بكل ما هو جميل وخال من الألم والوحدة والاحساس بأن مطرقة الواقع تدق باب نومي كل لحظة. الحلم هذا الآخر الموجود فينا نحمل ذرات وجوده منذ الأزل هذه الاحتمالات الشتى التي تصافح صباحاتنا وكل أمسياتنا. هذه المرآة التي تعكس صورة الحلم فينا صورة نتمناها نتمسك بظلها وسرابها ونسعى بكل ما فينا من إرادة لتحقيقها أو حتى الاحساس بها والعيش على جمالها. وأتساءل هل يجب أن يصطدم الحلم بالواقع بمعنى هل عملية الاصطدام؟ هل فعل الصدمة فينا هو ما يجعلنا نميز أن الحلم يبقى حلما وأن الواقع أشد وقعا وظهورا. أحيانا يصعب الفصل في هذه المسألة وذلك عندما ينصهر كل من الحلم والواقع في لحظة واحدة في زمن واحد، يصعب التمييز بينهما عندما يتقبل كل واحد منهما الآخر ويعيش كل واحد منهما على وقع حضور الآخر فيه. الحلم والواقع، لغز كبير ومراوحة بين الموجود والمنشود والانسان هنا يلعب دور ضابط ميزان فعليه أن يوازن ويعرف حدود كل منهما وإلا ضاع وكلاهما أشرس من الآخر.