يعيش شباب اليوم تحولا جذريا في نمط حياتهم هذا التغير انعكس على مختلف جوانب شخصيتهم من حيث التفكير والذوق والمبادئ، وهذا التحول نلمسه من خلال التقليعات الشبابية على مستوى الليالي والمظاهر السلوكية الجديدة والمبادئ المنتهجة التي تعلن عن ميلاد جيل جديد مختلف عن الجيل السابق على جميع المستويات. وقد أردنا من خلال هذا التحقيق تسليط الضوء على علاقة الشباب بالموسيقى وهل مازال للموسيقى الكلاسيكية حضور في حياة شباب اليوم وما هي اختياراتهم الموسيقية بصفة عامة؟ بلحسن كشباب اليوم يبحث عن الايقاع وعن الاغاني الشبابية المرحة بحثا عن التنفيس وتغيير الاجواء ويقر بلحسن انه غير مغرم بالاغاني التونسية الا انه يفضل الاستماع الى الفن الشعبي لانه يمنحه الانتعاش والانتشاء. **الراي والمزود في الصدارة عبّر الشاب حاتم عن حبه الكبير للاغنية الجزائرية وخاصة أغاني الرأي لانها تعبّر حسب رأيه عن مشاغل ومشاكل الشباب بايقاع راقص يجد فيه المستمع الفرصة للتنفيس عن المكبوت من خلال الرفض والتعبير عن مشاكله الحياتية، بطريقة سلسة. وليد أيضا من المولعين بموسيقى الرأي والريقي والمزود ويقرّ أنه لا يستمع الى الاغاني الكلاسيكية والطربية مطلقا لانه لا يمتلك الصبر الكافي للاستماع الى أغنية واحدة مدّتها نصف ساعة أو أكثر حسب رأيه. **الأغاني الشبابية لا غير لم يعد الاستماع الى أغاني أم كلثوم وفريد الاطرش وغيرهما من كبار الفنانين له وجود في زمن انتشار الفضائيات والقنوات المخصصة لتمرير الأغاني الشبابية والكليبات هذا الرأي أتى على لسان الآنسة ريم مضيفة انها شخصيا لم يعد لها الصبر على الاستماع الى أم كلثوم أو ليلى مراد وبقية عمالقة الفن رغم روعة معاني كلمات اغانيهم وجمال ألحانها وأصبحت تتجه أكثر لمشاهدة آخر الكليبات لاحتواء هذه الأغاني على الايقاع الشبابي والصورة الجيدة التي تجلب الانتباه لان ذلك يمنحها الفرصة لأخذ فكرة عن آخر صيحات الموضة في اللباس وتسريحه الشعر. وليد أيضا ينتصر للمزود والأغاني الشبابية ويرى أن فيروز هي الفنانة الوحيدة من الحيل السابق التي يحرص على الاستماع الى أغانيها المتميزة بالايقاع اللبناني الشعبي الخفيف. سميحة كذلك من الفتيات اللاتي يعشقن نانسي عجرم وروبي ومروى ومجموعة من الفنانات الجديدات وتعبّر سميحة عن انبهارها بمظهر هؤلاء المغنيات لذلك فهي تدمن مشاهدة مختلف الكليبات وتسعى الى تقليدهن خاصة في تسريحة الشعر واللباس العصري الانيق وغير الفاضح. **إلمام واضح لا يمكن ان نقرّ ان كل الشباب اصبحوا يرفضون الاستماع الى الاغاني الكلاسيكية ويهرعون الى الموسيقى الشبابية والدليل على ذلك محافظة العندليب الاسمر وأم كلثوم على المراتب الاولى من حيث المبيعات وكذلك ترديد الشباب لبعض الاغاني القديمة التي مات أصحابها قبل أن يولد الجيل الحالي من الشباب. محرز شاب في مقتبل العمر يستمع الى كل الاصوات الموسيقية ويشير الى أنه هناك نسبة هامة من الشباب مازالوا مولعين بأم كلثوم وعبد الوهاب وفريد وفي الوقت نفسه يستمعون الى موسيقى الريقي والهيبهوب وغيرها من أنواع الموسيقى المختلفة الغربية منها والعربية والكلاسيكية والشبابية. ويرجع أسامة هذا الالمام الواضح للشباب بكل أنواع الموسيقى الى التفتح وحب الاطلاع وتكوين ثقافة موسيقية واسعة وشاملة.