تشهد مدينة القيروان هذه الايام حالة تململ ثقافي. ورغم غياب برمجة رسمية للأنشطة الثقافية، فإن هذا لم يمنع من محاولات حلحلة الوضع. فتأتي أخبار من هنا وأخرى من هناك في مدينة القيروان لتواصل عاصمة الثقافة الاسلامية حضورها. فاتحة «غابة السعادة» قدمت شركة «مسرح دار الفنون» باكورة أعمالها «غابة السعادة» امام لجنة التوجيه المسرحي، وهي مسرحية هادفة موجهة للأطفال وتنتظر الشركة الحصول على التأشيرة لتهدي جمهور القيروان أول العروض. «غابة السعادة» من اخراج المسرحي الشاب والمتميّز ماهر المحظي ونص حاتم وتمثيل كل من اشراف الفريوي ونوفل العبداوي. وشركة الانتاج المسرحي أسستها الفنانة فاتحة المهدوي خلال شهر رمضان الفائت بمعية الأستاذة يسر عياد. حمامة تنتصر على مكر الثعلب وصراع بين الخير والشر. وتمسّك بالموطن الاصل رغم المشاكل البيئية تلك هي بعد الخطوط العريضة للعمل المسرحي الموجه الى الطفل الذي يستفاد منه دروس كثيرة منها العناية بالبيئة والحفاظ على التنوّع البيولوجي في بناء درامي جميل مع خرافة الجدة بمنطق طريف ولوحات متنوّعة. الفنانة المنتجة فاتحة المهدوي أكدت انها لقيت الدعم والترحاب من مندوبية الثقافة وفتحت الأبواب في وجهها لإنهاء فاتحة أعمالها. وينتظر ان تدخل المسرحية على خط المهرجانات الجهوية والوطنية. جلمام في مراكش يشارك المنشد الديني الشيخ أحمد جلمام في مهرجان السماع بمراكش الذي ينتظم من 26 الى 31 أكتوبر الجاري والذي دعي اليه عدد من المنشدين والفرق الصوفية المتميّزة من تركيا وسوريا والمغرب وغيرها. وستقتصر مشاركة الشيخ جلمام على المقامات التونسية والتي يتمسّك بها ليؤكد افتخاره بإنشادها خصوصا عندما يمثّل بلاده خارج الوطن في المهرجانات الكبرى والمتميّزة. أحد الفضاءات الاستهلاكية قام بدعاية مفادها ان الشيخ جلمام سيقدّم عروضا معها وذلك بهدف جذب جماهير المستهلكين، بينما فنّد الشيخ هذه الدعاية مؤكدا ان عمله يقتصر على المهرجانات والفضاءات الثقافية المحترمة وأنه بريء من اي فضاء أعلن عنه برمجته دون علمه مضيفا انه لا يقبل بأن ينشد بينما الجماهير تأكل وتشرب. «بلا مجاملة» يثير جدلا في القيروان أثار المخرج المسرحي والممثل يوسف الصيداوي جدلا كبيرا في الأوساط الثقافية بين مؤيد ومفنّد لما صرّح به أثناء مشاركته في برنامج بلا مجاملة الثقافي على قناة «حنبعل». الصيداوي وفي غمرة حديثه عن صعوبات التمويل والدعم ومتاعب تحصيلها واقتلاع العروض المدعمة، تطرق الى دعم المندوبية الذي كاد ينفيه ويجعله عدما رغم تلقيه الدعم من قبلها ومن قبل السلط الجهوية. وهذه التصريحات التي تباينت آراء المبدعين حولها، دحضتها مندوبية الثقافية والسلط الجهوية مستشهدين بوصولات الدعم. الصيداوي أكد أنه تم حذف بعض الجمل من الحوار التلفزي والذي أشاد فيه بدعم المندوبية والسلط الجهوية (المتواضع) لكنه حذف. كما أثار عرض خبايا الذي تحوّل من عرض مسرحي الى عرض فرجوي فلكلوري موسيقي، جدلا آخر وحديثا جانبيا عن التأشيرة بينما أكد المخرج ان العمل الموسيقي لا يحتاج الى تأشيرة ومع ذلك فقد حصل على تأشيرة حسب تأكيده. القهواجي في «سوق الوراقين» صدرت مؤخرا عن مطبعة دار النصر بالقيروان، السيرة الروائية «سوق الوراقين» للشاعر والكاتب حسين القهواجي. الرواية التي جاءت في احدى عشر حكاية تجمع بين أدب السيرة الذاتية والرواية التاريخية، تقدم معطيات تاريخية في أسلوب سلس يتجاوز السرد التقليدي للأحداث الى إعادة صياغتها ووضع الأحداث في سياق تاريخي تندمج فيها السيرة الذاتية للكاتب الذي يؤكد قائلا: «يحزّ في نفسي ان أكنس تاريخي واغسل يدي مما تبقى». فتتشكل المدينة (القيروان) التي كانت مسرح وقائع الرواية، بلون خاص وبطابع فني ينزل فيه من وشائج نفسه فتتشكل المدينة مدنا وعوالم وتتحول الشخوص الى رموز وتتناسخ الأحداث وتتوالد مع الذكريات.. ذكريات المدينة بأسواقها ومعالمها وتاريخها وعنفوانها وسقوطها.. انها نفسه المتقلبة.