يجيب عنها الأستاذ الشيخ أحمد الغربي ٭ السؤال الأول: قال تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ) (آل عمران 19) وقال أيضا(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(آل عمران85). لماذا نتحدث عن أديان والحال أن الدين عند الله واحد؟ لماذا نتحدث عن حوار الأديان؟ هل هو مجاراة لليهود والنصارى واتقاء شرّهم وذلك بعدم مصارحتهم بأنهم كفار؟ أم هم مؤمنون وأصحاب دين سيدخلون الجنة؟ الجواب: ما يمكن أن نفيدك به في موضوع تساؤلاتك أن ما سبق الإسلام من أديان وما بعث الله سبحانه وتعالى من أنبياء ورسل إنما جاءت كلها بعقيدة التوحيد وأن كل المرسلين دعوا إلى عبادة الواحد الأحد وعدم الإشراك به, لكن تلكم الأقوام قد حرّفوا عقائدهم الصحيحة وحرّفوا كتبهم مثل (الإنجيل والتوراة وغيرها), وانحرفوا عنها ولذا جاء القرآن ليحذرهم من ذلك وبيّن أن الدين المرضي عند اللّه هو الإسلام فقط، والإسلام هو الإيمان باللّه والعمل بأوامره ونواهيه وهو شيء واحد متفق عليه بين جميع الأنبياء. وأما الخلاف في الدين وتحريفه فقد حصل لدى الأتباع والأنصار حسدا وظلما.ومع كلّ هذا لم يمنعنا الإسلام من أن نتعايش مع هؤلاء المخالفين لنا في الدين في كنف السلم والتسامح واحترام عقائدهم (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) (الكافرون 6) وإقامة جسورالحوار بيننا وبينهم عملا بقوله الحق تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (الحجرات13). والمسلم متفتح بطبعه على الآخر غير متحجر ولا منغلق على نفسه. ٭ السؤال الثاني ما هي السور التي وردت فيها أحاديث نبوية تحثّ على قراءتها أو حفظها؟ الجواب بداية نبيّن للسائل المحترم أن كلّ سور القرآن ذات منزلة عظيمة ودرجة زكية لأنه كلام الله جلّ وعلا الذي لا يرقى إلى سمو رفعته أي كلام فهو المعجزة الخالدة العظمى, وحجته البالغة, وكلمته الدامغة.لكن وردت بعض الأحاديث الشريفة تبيّن فضل بعض السور والآيات القرآنية مثل سورة الفاتحة والإخلاص والمعوذتين وآية الكرسي, وآل عمران, وهود, والكهف, وتبارك, والكافرون وغيرها. ٭ السؤال الثالث: أي النوافل أفضل للتقرب إلى الله الصلاة أو قراءة القرآن أو الذكر أو الصوم؟ الجواب: لا شك أن التقرب إلى الله عز وجلّ بالنوافل من أعظم القربات وأزكى الأعمال التي يؤديها المؤمن نحو ربّه , وقد وردت كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة التي تحثّ على ذلك منها هذا الحديث القدسي الذي رواه البخاري عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحبُّ إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبَه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يُبصِر به، ويدَه التي يبطَش بها، ورجلَه التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه). أولى مراتب التقرب إلى الله تعالى هي الفرائض ثم تأتي بعدها النوافل من صلاة وصيام وقراءة القرآن وصدقات وغيرها, فالأعمال تتفاضل من حيث الجنس(الفرائض تفضل النوافل) وكذلك تتفاضل من حيث النوع, ولذا فأحبّ النوافل إلى الله الصلاة. ٭ السؤال الرابع أحتلم رغم وجود زوجتي بجانبي وأحلم بأني أحاول مجامعتها, وتكررت هذه الحالة عدة مرات؟ الجواب اعلم أيها السائل الكريم إن الاحتلام أمر طبيعي وفطري في الإنسان ذكرا وأنثى وهو عمل لاإرادي يقع للإنسان عند نومه ولذا اطمئن أيها السائل فإن احتلامك وأنت في هذه السنّ المتقدمة ليس عيبا ولا يجب عليك أن تشعر بالذنب وعذاب الضمير. ٭ السؤال الخامس ما حكم الدين في تبذير الماء حيث تقوم زوجتي عند الوضوء للصلاة بفتح الحنفية على آخرها. كما تقوم بتنظيف غرفة الحمام ومسحها أكثر من عشر مرات في اليوم فتهدر كثيرا من الماء وعندما أنصحها لا تأبه لكلامي وتصفني بأني بخيل شحيح. هل هي آثمة ؟ وهل تقبل صلاتها لعصيانها لزوجها؟ الجواب لا شك أنّ الإسلام قد حارب التبذير بكل أشكاله ونهى الله سبحانه وتعالى عن الإسراف في كل شيء, بل اعتبر القرآن الكريم التبذير من عمل الشيطان ,قال تعالى: (وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيراً. إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً)(الإسراء 26/27). إن ما تقوم به زوجتك حسب ما ورد في رسالتك من إسراف في استعمال الماء حتى في الوضوء للصلاة يعدّ من التبذير المنهي عنه. ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بسعد بن أبي الوقاص يتوضأ فقال: (ما هذا السرف يا سعد؟) قال أفي الوضوء سرف؟ فقال عليه الصلاة والسلام: (نعم وإن كنت على نهر جار). وكان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصاع ويتوضأ بالمدّ. ولذا فما أنصح به هذه الزوجة أن تكفّ عن هذا التبذير والإسراف في استعمال الماء وأن تطيع زوجها وأن تتقيد بتعاليم الإسلام في ذلك. وأمّا قبول صلاتها من عدم قبولها فهذا أمر موكول إلى الله جلّ وعلا.