سهرة الجمعة الماضي في قرطاج كانت مع فنان معروف جدا لدى الجمهور التونسي، وكانت له مشاركات سابقة في مهرجاناتنا الصيفية (1999) ومنها مهرجان قرطاج بالذات، هذا الفنان هو المطرب عمرو ذياب. فماذا تغير في هذا الفنان وفي أعماله بعد غياب خمس سنوات؟! سهرة عمرو في قرطاج التي جاءت في اطار السهرات التي تشرف عليها «روتانا» لتؤكد ان المطرب اكتسب من الخبرة والنضج الفني والحرفية الشيء الكثير. جديد وقديم على امتداد ساعتين او أكثر قدّم المطرب عمرو ذياب أجمل وأشهر أغانيه القديمة منها والجديدة. فالجمهور الحاضر كان على موعد مع أغان مثل «قمرين» و»انا عايش وموش عايش» و»ما تخافش» و»راجعين»... من الرصيد القديم الى جانب «تدق الباب» و»حبيبي لازم تستناني» و»هي عامله ايه»... من الجديد الذي لم يقدم من قبل على ركح قرطاج. من خلال البرنامج الغنائي الذي قدمه عمرو ذياب، يمكن القول انه مازال وفيا الى خطه الشبابي، والايقاعات الخفيفة مع اكتساب خبرة أكبر في الآداء، وحرفية في التعامل مع الجماهير. خبرة هذه الخبرة أوقعت المطرب عمرو ذياب في بعض الاخطاء من ذلك انها أكسبته الثقة في امكاناته، فراح يقتحم مجال المواويل الذي هو غريب عنه، وهي احدى سقطات هذا العرض، فلا صوته ولا نوعية الموسيقى التي يقدمها تخوّل له مجال المواويل، اضافة الى كونه ليس في حاجة اصلا الى ذلك، فهل كان يريد ابراز قدراته الصوتية؟! ربما لكن الثابت ان الموال كان نقطة ضعف في عرضه. نقطة الضعف الثانية في عرض عمرو ذياب كانت غياب الايقاع في السهرة ككل، وذلك بسبب التقطع وعدم الاسترسال في أداء الاغاني فقد كان عمرو ذياب يأخذ وقتا مستقطعا بين اغنية واخرى، وهو ما أفقد العرض الانسياب الضروري، خصوصا وان الجماهير الغفيرة التي حضرت الحفل كانت مستعدة للتفاعل المتواصل لكن عمرو فرض ايقاعا متقطعا. هذه الملاحظة لا تقلص من نجاح حفل المطرب عمرو ذياب الذي يتمتع بعديد الخصال الاخرى التي تجعل منه أحد الفنانين العرب المحبوبين.