حذّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من أن رفضه الانتقال الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل الشهر المقبل ستكون له تبعات على العلاقات الأمريكية الفلسطينية، وفق ما جاء في رسالة بعث بها الرئيس الأمريكي الى «أبي مازن».. وقالت مصادر فلسطينية إن أوباما هدّد في رسالته عباس ب«العصا والجزرة» مشيرة الى أن الرسالة تحمل تهديدات من ناحية و«حوافز» للسلطة الفلسطينية من ناحية أخرى. وتتألف الرسالة التي نشرتها صحيفة «الحياة» اللندنية أمس والتي أرسلت في 17 جويلية الماضي من 16 بندا تراوحت كلها بين الترغيب والترهيب، حسب المصادر ذاتها. ومن أهمّ ما جاء في هذه البنود أنه آن الأوان للتوجه الى المفاوضات المباشرة مع اسرائيل وأن «أوباما لن يقبل إطلاقا رفض اقتراحه الانتقال الى المفاوضات المباشرة وستكون هناك عواقب لهذا الرفض تتمثل في انعدام الثقة في عباس». وإذا كانت البنود السابقة حملت ما يكفي من الحزم والصرامة الى جانب التهديد والوعيد فإن البند 11 جنح نحو التوقع فقط في خطوة محسوبة من الادارة الأمريكية التي على ما يبدو لا تعرف إن كان في مقدورها الالتزام بما جاء في هذا البند الذي يقول ان واشنطن «تتوقع أن تتعامل المفاوضات مع الأراضي المحتلة عام 1967 وأن المفاوضات ستشمل القدسالشرقية وغور الأردن والبحر الميّت وقطاع غزة». ويتعلق البندان الأخيران في الرسالة بالحكومة الاسرائيلية و«التزاماتها» إذ تدّعي الادارة الأمريكية أن طلب عباس برفع الحصار عن قطاع غزة قد تحقّق بشكل كبير إضافة الى أن الحكومة الاسرائيلية ستتخذ مجموعة من خطوات بناء الثقة في المستقبل. وأكدت المصادر أن عددا من الفصائل الفلسطينية عارضت بشدّة هذا التهديد الأمريكي ووصفت الانتقال الى المفاوضات المباشرة بأنه «انتحار» و«ابتزاز» و«وعود فارغة». وفي هذا السياق بالذات كشفت حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن الادارة الأمريكية هدّدت بعزل الفلسطينيين إقليميا ودوليا إذا رفضوا المفاوضات.