كانت زيارة الفنان كاظم الساهر الى تونس مليئة بالمفاجآت والتفاصيل منذ حلوله بتونس حتى لحظة مغادرته لها. وقد كان محل حفاوة وترحاب من الجميع وأول مفاجأة سارة كانت مع فريق تلفزيون روتانا ويتقدمهم الاعلامي أشرف الكعلي الذي أجرى مع كاظم حوارا أثار إعجابه لمستواه الجيد. كاظم يخصص يوميا أكثر من ساعتين لممارسة الرياضة بأحد نزل العاصمة من الساعة الثالثة الى الخامسة مساء، ويعتبر الرياضة أمرا ضروريا للحفاظ على قدراته الجسدية والمعنوية. الهريسة في الموعد أغرم كاظم في زيارته الاخيرة بالهريسة التونسية التي حضرت في كل وجبات الغداء والعشاء والسندويتشات التي يتناولها، ورغم مذاقها فكان يلتذذها بفرح طفولي. تواضع كبير كان كاظم طوال إقامته في تونس متواضعا جدا كعادته في حياته، من ذلك أنه يتناول وجبات الاكل في مطعم الفندق الذي أقام به مع أصدقائه والزبائن وأعضاء فرقته وبتبادل «النكت» والحديث مع العملة ويلبي بكل تلقائية رغبات المعجبين والمعجبات في التقاط صور والتوقيع، كما أنه لم يكن له حراس شخصيين. مفاجأة قرطاج منذ وصوله تونس كان كاظم مصرّا على غناء أغنية جديدة كتقدير وتكريم منه لمهرجان قرطاجوتونس وجمهوره، واتصل كثيرا «بروتانا» كي تسمح له بذلك ولم يتحصل على الموافقة إلا يوم سهرته على ركح قرطاج على الساعة الرابعة بعد الظهر، فأمر فرقته بالاجتماع على الفور وقام معها «ببروفة» تواصلت حتى الساعة السادسة، وبعدها تحوّلت الفرقة مباشرة الى قرطاج. وكانت الاغنية «قل لي» للشاعر الكبير نزار قباني. رقم قياسي جديد أضاف الفنان كاظم الساهر في سهرته على ركح قرطاج رقما قياسيا جديدا له على هذا المسرح، فبعد أن نجح في اعتلاءه ثلاث مرات متتالية صائفة 2001 حضرها جمهور فاقت به مدارج المسرح، فإنه في سهرة الاربعاء الفارط غنى على امتداد ثلاث ساعات ونصف متواصلة وهي مدة لم يسبقه اليها أي فنان. صداقة خلال زيارته الى تونس كان الفنان كاظم الساهر مرفوقا بعدة أصدقاء شخصيين له جاؤوا خصيصا لمتابعة حفلاته بتونس ومنهم رجل الاعمال السعودي فهد السياري وكان كاظم قد غنى من كلمات عمه الشاعر السعودي محمد بن عبود أغنية «غالية» التي تفاعل معها جمهور قرطاج كثيرا وحفظها ورددها معه كاظم بسرعة رغم أنه يغنيها لاول مرة. أبوّة طوال فترة إقامته بتونس كان كاظم حريصا على الاتصال بابنيه عمرو ووسام عدة مرات يوميا للاطمئنان عليهما وتوجيههما وإغداق مشاعر الابوة عليهما. عمل كما أنه كان يتصل يوميا للاطلاع على مراحل إنجاز «ألبومه» الجديد الذي سيصدر قريبا والذي سيتضمن أكثر من 12 أغنية. تشاور الفنان كاظم يستشير مدير أعماله السيد منذر كريم ومستشاره الصحفي كارم الشريف الذي تربطه به علاقة صداقة متينة في كل المسائل وخاصة منها التي تتعلق بالعمل والفن والاعلام، وكان يصغي لآرائهما بانتباه شديد ثم يأخذ قراراته وهو يفضل دائما الحوار والنقاش وضد أخذ القرارات الفردية. وفاء يتميز كاظم برفعة أخلاقه ونبلها، وهو وفيّ جدا لكل أصدقائه ومن يساعده وأيضا لوطنه وشعبه، من ذلك أنه يستهل ندواته الصحفية بدقيقة صمت ترحما على أرواح الشهداء في العراق وفلسطين، اضافة الى هذه العادة، اختتمها بدقيقة صمت ترحما على الاعلاميين الكبيرين الراحلين «صالح جغام» و»نجيب الخطاب» وذلك وفاء منه لما قدماه له وتكريما للاعلام التونسي الذي خصه بتحية تقدير في سهرة الاربعاء على ركح قرطاج. مباراة البرتغال عندما وصل كاظم الى مطار قرطاج وهو يستعد لمغادرة تونس نحو بيروت جلس مع أصدقائه المقربين في احدى مقاهي المطار، وكانت في انتظاره مفاجأة سارة، إذ كان تلفزيون المقهى ينقل مباراة العراق والبرتغال ولحظة وصوله كانت النتيجة التعادل 2/2، فجلس يتابع المباراة مع أصدقائه وبعد دقائق سجل منتخب العراق الهدف الثالث فتفاعل معه كاظم كثيرا بالتصفيق والهتاف وأدمعت عيناه من الفرح وأسعد كثيرا بالمستوى الجيد لمنتخب بلاده الذي أنهى المباراة بالفوز وبروحه الانتصارية. قرطاج في القلب فرح كاظم كثيرا بحفله في قرطاج، واعتبره محطة هامة لمواصلة بقية مشواره الفني، وسعيدا جدا بالجمهور «الرهيب» و»الفنان» الذي ظل على المدارج لمدة ساعات ولم يغادره، وظل يردد مع كل اغانيه التي غناها، وقد «سلطن» معه كاظم وانتشى كثيرا لدرجة انه نسي التعب والارهاق والوقت. وقال معلقا على ما حدث لقد نسيت قلبي... إن الذي كان ينبض داخلي هو الجمهور الذي فاضت به مدارج قرطاجوتونس دائما تمنحني شحنة روحية لن أعرف سرها».